يتميز العصر الحالي بأنه عصر الثورة الصناعية الرابعة، عصر التغيرات والتطورات السريعة في المعرفة العلمية والتطبيقات التكنولوجية المختلفة، ويعد الابتكار وتوليد الأفكار عاملًا رئيسًا لمواجهة تحديات وفرص التطور السريع بشكل متزايد للعلوم والتكنولوجيا، وأصبح العلم بمفهومه الحديث وطبيعته الديناميكية مادة وطريقة للتفكير والبحث العلمي المستمر.
وتُعد التربية هي السبيل لتحقيق التقدم والرقي للمجتمعات، كما تعتبر المناهج والبرامج التعليمية بمثابة الوسيلة التي يمكن أن تؤهل التربية لتحقيق دورها بنجاح؛ إذ إن البرامج الفعالة يمكن أن تنمي لدى المتعلمين مهارات التفكير المختلفة، بالإضافة إلى تنمية المعارف والمعلومات والاتجاهات، التي تسهم في جعل أفراد هذا المجتمع لديهم القدرة على الحياة في عالم متغير متجدد، ويتطلب ذلك إعادة النظر في العملية التعليمية؛ وذلك بوضع فلسفة جديدة تعمل على تشجيع التفكير لدى المتعلمين بدلاً من التركيز على حفظ المعلومات؛ ليكونوا قادرين على مواكبة عصرهم والتكيف مع مجتمع سريع التغيير، والمشاركة في المشكلات التي قد تواجههم في حياتهم.
وفي الوقت ذاته يشهد القرن الحالي اهتمامًا متزايدًا ببناء العقل البشري في كثير من الدول سواء المتقدمة أو النامية، وذلك من خلال تنمية التفكير للتلاميذ بمختلف صوره؛ ويرجع ذلك إلى طبيعة العصر الذي يواجه التلاميذ وتحدياته من مشكلات وانفجار معرفي وتقدم تكنولوجي بحيث يتمكنوا من معايشة تلك الأوضاع وحل المشكلات التي تواجههم