هدفت هذه الدراسة التعرف على تحديات إنتاج المعرفة في الجامعات السعودية في ضوء المتغيرات العالمية المعاصرة من خلال استبانة تم توزيعها على عينة من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية بلغ عددهم (408) من مختلف التخصصات، وأفاد أفراد العينة أن إنتاج المعرفة في الجامعات السعودية يواجه تحديات كبيرة داخلية وخارجية، ويأتي في مقدمة التحديات الداخلية التحديات المتعلقة بالسياسات الداعمة للبحث العلمي في الجامعات السعودية، وتحديات التعليم والتدريب للموارد البشرية المنتجة للمعرفة، وتحديات انخفاض الطلب على المعرفة وتعطيل الاستثمار فيها، وكذلك تحديات ثقافية تتعلق بالوعي المجتمعي بقيمة المعرفة ودورها في المجتمع، بالإضافة لتحديات تتعلق بانخفاض معدل الإنتاجية العلمية لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية والتسهيلات الممنوحة لهم، وأيضا تحديات القدرة على تجاوز تقليدية المعرفة والحاجة لتطوير السياسات الداعمة للإبداع والابتكار في جميع مجالات المعرفة، يضاف إلى ذلك تحديات تطوير إدارة انتاج المعرفة في الجامعات السعودية، وتحديات تتعلق بضمان جودة التعليم في الجامعات السعودية، وأخيرا التحديات المتعلقة بتوظيف تقنيات الاتصال والمعلومات والإدارة الإلكترونية لعمليات إنتاج المعرفة، بينما تمثلت أهم التحديات الخارجية بتحديات العولمة وتدفق المعلومات، والتحديات المتعلقة بالتنافس الدولي والقدرة على المشاركة العالمية في مجالات إنتاج المعرفة، وأوصت الدراسة بضرورة اعتماد رؤية ورسالة جديدة للجامعات السعودية كمؤسسات منتجة للمعرفة، وتطوير سياسات البحث العلمي في ضوء المعايير العالمية والتوجهات الوطنية وتفعيل دور القطاع الخاص كمستثمر للمعرفة وممول لها، واعتماد استراتيجية جديدة ومتطورة لتدريب الكفاءات البشرية المنتجة للمعرفة، وتفعيل الشراكات العلمية العالمية مع الجامعات المتميزة والاستفادة من خبراتها في دعم وتطوير إنتاج المعرفة في الجامعات السعودية.