تناولت هذه الدراسة تغير العلم في ضوء الأتمتة Automatization المعاصرة، وانتهت إلى أن أنظمة الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية قد عملت على تغيير دور هذه الأنظمة من حيث كونها وسيلة أو أداة للكشف العلمي إلى كونها تقوم بعملية الكشف العلمي ذاتها. كما أوضحت أن الأتمتة المعاصرة قد حققت تغييرًا ملحوظًا في النموذج العلمي؛ من حيث كونه وصفًا تجريبيًا للظواهر الطبيعية، ومن حيث كونه فرعًا نظريًا يستند على النظريات والتعميمات الاستقرائية والاستنباطية إلى كونه فرعًا مُحَوسَبًا يحاكي الظواهر المعقدة، وبات يقوم على بناء نماذج هائلة من البيانات ومعالجتها باستخدام الأنظمة الرقمية الذكية، فأصبح يوحد بين التجربة والنظرية والمحاكاة والأنظمة الرقمية الذكية لتحقيق الكشف العلمي. كما بينت الدراسة أن التوسع في أتمتة العلوم على نحو متزايد قد أدى إلى اقتران أنظمة وبرمجيات الاكتشاف الآلي وأجهزة المختبر وأدواته، مما حقق نوعًا من التكاملية بينهما، وخير مثال على هذه التكاملية هو ظهور ما يسمى بـ الروبوت العالم لمحاولة جعل عملية الاكتشاف العلمي برمتها مؤتمتة. وبالرغم من أن الأتمتة الكاملة للعلم في بداية التطبيق إلا أنها مستقبلًا ستحقق الكثير والكثير من التطور العلمي بدرجة لا يمكن تصورها. وكان من نتائج هذه الأتمتة إثارة العديد من التساؤلات الأبستمولوجية حول السلطة النهائية للعلم، وطبيعته بوصفه نشاطًا إنسانيًا.
This study dealt with the transformation of science in light of contemporary automatization. The study concluded that the role of these artificial intelligence systems and digital technologies have changed from being a means or tool for scientific discovery to the fact that they carry out the process of scientific discovery itself.