شكلت القبيلة اليمنية فى العصر الطاهرى كياناً مستقلاً بذاته، كونها تمتلك القوة والغلبة والوحدة والندية والتحكم فى مقاليد الأمور، مما جعلها تركن أحياناً إلى الاستقلال وعدم الخضوع لسلطان الدولة المركزية، فتكون فى بعض الأحيان سنداً وركناً قوياً للدولة، تساهم فى ترسيخ قواعد الدولة ودعمها، وفى بعض الأحيان الأخرى تكون مصدر قلق للدولة. ومن هذا المنطلق كانت تلك الدراسة الموسومة بــــــ " تمرد القبائل اليمنية إبان العصر الطاهرى- قبيلة المعازبة أنموذجاً 858-923هــــ/1454-1517م"، تهدف لإيضاح الإطار العام للمنظومة القبلية فى العصر الطاهرى، وتبيان الأسباب والدوافع التى من أجلها أعلنت القبائل عامة - وقبيلة المعازبة خاصة- الخروج والتمرد على الدولة، وطبيعة ذلك التمرد، وإبراز السياسة التى سلكتها الدولة الطاهرية فى التعامل مع التمرد القبلى، ومدى تأثير ذلك على كافة النواحى المجتمعية اليمنية.  وسيتم معالجة هذا الموضوع من خلال عدد من المحاور جاءت كالتالى؛ الأول: المنظومة العامة للقبيلة فى العصر الطاهرى، والثانى: أسباب التمرد المعازبى، والثالث: طبيعة التمرد المعازبى، والرابع: سياسه الدولة فى مواجهة التمرد المعازبى، والخامس: لتبيان الأثار العامة للتمرد المعازبى على المجتمع اليمنى.