هدف البحث الحالي إلى الوصول لسيناريوهات مستقبلية حول دور المشرف العلمي لطلاب ماجستير ودكتوراة التربية في ظل انتشار تطبيقChat GPT، وذلك من خلال تحديد الأدوار التي ينبغي أن يقوم بها المشرف العلمي تجاه طلابه، ورصد واقع قيامه بهذه الأدوار في ظل انتشار هذا التطبيق كأحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والذي بإمكانه تقديم نصوص كاملة في ثوان معدودة، واعتمد البحث في دراسته الميدانية على المنهج الوصفي من خلال استبانة طُبقت على (321) مشرف علمي من أعضاء هيئة التدريس بسبع كليات للتربية بالجامعات المصرية، وتوصلت الدراسة الميدانية إلى ضعف قيام المشرف العلمي بدوره، وغياب عديد من ممارسات الإشراف العلمي المرجو، لعدة أسباب، منها: القصور الواضح من جانب المشرف العلمي نفسه، وتباطؤ دور كليات التربية بإداراتها وأنظمتها غير المُحدَّثة، في ظل تغييرات تقنية متلاحقة تحتاج سياسات توجه الباحث ومشرفه للصواب في التعامل مع تلك التقنيات والتطبيقات.

ومن خلال رصد الواقع تمَّ التوصل لسيناريوهات استطلاعية ثلاثة، تُصوِّر مستقبل دور المشرف العلمي، فالسيناريو الأول تشاؤمي يحوي مشرف علمي غير متوافق مع التغييرات المتلاحقة من حوله، سواء بأسباب تعود له أو قوى وعوامل خارجة عنه، لكن في النهاية لن يستطيع القيام بدوره، بل سنجده يعود للخلف، أما السيناريو الثاني لمشرف علمي يسعى للاستمرار ومصارعة الأوضاع الصعبة اقتصاديًا وإداريًا وتقنيًا برغبة منه ومن عديد من القوى الأخرى، لكن دون نتائج ملموسة، تجعل منه –تجاوزًا- ثابت في مكانه، دون الانزواء للخلف، أما السيناريو الثالث التفاؤلي لمشرف علمي قادر على أداء مهامه وأدواره بدعم كامل من القوى والعوامل المؤثرة لتهيئة وبناء جيل من الباحثين قادر على إنتاج رسائل علمية بنتائج وتوصيات موضوعية ومناسبة وصالحة لحل مشكلات المجتمع في المستقبل القادم.