سعت الدراسة الحالية إلى تحقيق هدف رئيس، يتمثل في قياس فاعلية المحتوى الرقمي المُقدم عبر مواقع التواصل الاجتماعي في تحقيق التوافق لاتجاهات الشباب المصري نحو حملة المقاطعة الشعبية التي بدأت بعد أحداث طوفان الأقصى أكتوبر 2023م، والعوامل المؤثرة في تحقيق الاستجابة لتلك الحملات، في ضوء نظرية التنافر المعرفي ونموذج التنافر البديل، وتنتمي الدراسة إلى الدراسات الوصفية التحليلية التي تعتمد على منهج المسح بالعينة من خلال استخدام استمارة الاستقصاء الإلكتروني على عينة قوامها 500 مفردة من الجمهور المصري الذين تتراوح أعمارهم بين 18 : 35 عامًا، وذلك بالتطبيق على أحداث ما بعد طوفان الأقصى 2023م.

كشفت النتائج عن ارتفاع تفاعل عينة الدراسة مع مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة 85% بشكل دائم، حيث ثبت أن عينة الدراسة منفتحة على التفاعل مع الوسائل الرقمية وتطبيقاتها لاستثمار خصائصها التفاعلية والتعبير عن آرائهم عبرها والتواصل مع الأصدقاء والعائلة، فضلًا عن اتجاههم نحو مشاركة تعليقاتهم والمحتوى مع الآخرين وكسر دوامة الصمت والظهور العلني على المواقع الافتراضية، حيث ثبت أن نسبة 91.2% من عينة الدراسة تتابع مواقع التواصل الاجتماعي من ثلاثة أيام فأكثر، وأن نسبة 73.8% من العينة تستخدم هذه المواقع لأكثر من ثلاث ساعات يوميًا.

كما ثبت من التحليل أن عينة الدراسة تتابع المعلومات عن المقاطعة الخاصة بالقضية الفلسطينية بشكل دائم بنسبة 61.2% منهم، وثبت أن نسبة 77.2% من العينة تتابع القضية الفلسطينية بشكل دائم؛ مما يعكس اهتمامًا بالتطورات والأحداث المتعلقة بالقضية، كما كشفت النتائج عن تصدر ثلاثة مواقع اجتماعية من حيث المتابعة للمعلومات عن المقاطعة، فجاء موقع الفيس بوك في الصدارة، ثم الانستجرام، ثم موقع اليوتيوب.