تسعى الدراسة إلى تحليل خطاب الدبلوماسية الإنسانية المقدم من خلال الرسائل الإعلامية للمنظمات الدولية غير الحكومية متمثلة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر عبر صفحتها الرسمية على الفيس بوك، للوقوف على أهم الأطروحات التي تناولها هذا الخطاب، ومسارات البرهنة، والقوى الفاعلة، والأطر الإعلامية، وأهم مبادئ، وأدوات الدبلوماسية التي ظهرت من خلال الخطاب، وتنتمي هذه الدراسة إلى الدراسات الوصفية، واعتمدت على منهج المسح الوصفي، واستعانت بأداة تحليل الخطاب لتحليل الأطروحات، والقوى الفاعلة، ومسارات البرهنة، والأطر الإعلامية المستخدمة (الأسباب- النتائج- الحلول)، وتوصلت إلى عدد من النتائج منها: تعدد الأطروحات التي تناولها الخطاب لتعكس مجالات اهتمامات عمل اللجنة ومنها نشر وتعزيز القانون الدولي الإنساني، والحفاظ على حقوق الإنسان، وتقديم المساعدات، تأثير النزاعات المسلحة على المدنيين، والقضايا البيئية التي أكدت على الطابع المدني للبيئة ووجوب حمايتها وعدم التعدي عليها، كما تناول قضية التغيرات المناخية ووصف معاناة السكان منها في ظل الحروب والكوارث الطبيعية، وكان من أبرزالأساليب الخطابية التي استعان بها الخطاب إطلاق الشعارات، وإظهار المعاناة، والحث، وتمثلت أبرز القوى الفاعلة الإيجابية في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والهيئات التي تعمل في المجال الإنساني كجمعيات الهلال الأحمر، ومنظمة اليونيسف، ومنظمة أطباء بلا حدود، وبعض الدول، كما تمثلت أبرز مسارات البرهنة في الأرقام، والإحصائيات، والتواريخ، وشهادات الشهود وهو ما ينسجم مع طبيعة عمل اللجنة وفقًا لنصوص القانون الدولي الإنساني، كما تناول الخطاب المبادئ الخاصة بالدبلوماسية الإنسانية للجنة وكان من أبرزها الحياد، والاستقلال، والإنسانية، وعدم التحيز، ومن حيث الأدوات التي تستعين بها اللجنة في ممارسة الدبلوماسية الإنسانية فقد أظهر الخطاب أن التفاوض "الحوار"، الاتصال، وعقد الاتفاقيات كانت من أهم الأدوات التي استعانت بها اللجنة لأداء مهمتها الإنسانية.