اتجه هذا البحث إلى استشراف مستقبل الأنشطة الاتصالية الرقمية للمنظمات الدولية عبر العوالم الافتراضية الجديدة، في إطار مفاهيمي مُستحدث يقوم على الرصد الكيفي والكمي لخصائص الأنشطة المُشار إليها، وعوامل فاعليتها المعرفية ومحددات تشكيل سياقات تفاعليتها، والاتجاه نحو خوض تجربة التفاعل عبرها؛ وذلك في إطار نموذج نظري مقترح تم تطويره استنادا إلى الأصول الفكرية والبُنى الفلسفية التي قدمتها أدبيات البحث العلمي؛ من أجل وضع معايير قياسية لإعادة نمذجة العمليات الاتصالية عبر البيئات الرقمية التي أنتجتها تقنية Metaverse تحت مسمي الحياة الثانية “Second Life" أو الواقع الممتد “Extended Reality"

وخلُصت نتائج البحث في هذا السياق إلى طرح رؤية فكرية مستحدثة لتأصيل مفهوم الأنشطة الاتصالية الرقمية للمنظمات الدولية عبر العوالم الافتراضية الجديدة، وتأطير العلاقات بين خصائص هذه الأنشطة وعوامل فاعليتها المعرفية من ناحية، وبين محددات تفاعليتها والاتجاه نحو خوض تجربة التفاعل عبرها من ناحية أخرى؛ بما يفتح المجال لإنتاج مساقات وأطر فلسفية نوعية تُعزز المعرفة التطبيقية ذات الصلة بالممارسة المهنية للعلاقات العامة

الدولية عبر العوالم الافتراضية الجديدة، وبعمليات توظيف الواقع الممتد في إنتاج الأنشطة الاتصالية للمنظمات الدولية في المستقبل.

وفي هذا السياق، وبناء على ما سبق؛ يلفت البحث النظر إلى أهمية العوالم الافتراضية الجديدة التي أنتجتها تقنية Metaverse، كبيئات اتصالية مستحدثة أصبح من الضروري على المنظمات الدولية – سواء أكانت منظمات دبلوماسية أو شركات متعددة الجنسيات – الانتباه إليها، ووضع الخطط المستقبلية لاستخدامها كأدوات تفاعلية ذات خصائص رقمية فريدة، ستغير من مفهوم العملية الاتصالية ذاتها؛ بما يساهم في استحداث أنشطة اتصالية رقمية ذات خصائص نوعية، وأبنية تقنية، وأهداف معيارية، وفي توسيع نطاق الانتشار للمنظمات الدولية.