هدفت هذه الدراسة في الكشف عن أهم المقاربات السيكولوجية والسوسيولوجية لنظرية الآثار الموحدة لوسائل الإعلام وفقاً لفلسفة ومنطلقات المدرسة الامبريقية ذات النهج الكمي التي قامت على مدخل التأثيرات المنطلق من علم النفس والمدرسة السلوكية، ومدخل الوظائف المطلق من علم الاجتماع والدراسات الاجتماعية.

وقد اعتمدت الدراسة على أسلوب التحليل من المستوى الثاني بوصفه الأسلوب الأكثر شيوعاً في البحوث النوعية، والذي يشير إلى إعادة استخدام التراث العلمي للدراسات السابقة وذلك للإجابة على التساؤلات المنهجية ذات العلاقة بالبحوث الأصلية الذي يسمح بالتحليل النقدي المتعمق للتراث العلمي للمقاربات النظرية لنظرية الآثار الموحدة لوسائل الإعلام.

وقد توصلت النتائج أن افتراضات نظرية الآثار الموحدة قد قامت بصورة أساسية على افتراضات نظرية المنبة الاستجابة في علم النفس، ونظرية المجتمع الجماهيري في علم الاجتماع. اعتمدت على الأولى عندما رأت أن الأفراد تحركهم غرائزهم التي ليس بمقدورهم السيطرة عليها بشكل ارادي. واعتمدت على الثانية عندما رأت أن الأفراد في المجتمعات الحضرية هم مخلوقات سلبية معزولة عن بعضهم البعض، وبالتالي يصبحون فريسة سهله لوسائل الإعلام نتيجة غياب الروابط والعلاقات الاجتماعية داخل المجتمعات الصناعية، وهو ما سارت علية نظرية الآثار الموحدة، والتي تعد أول نظرية في مجال الإعلام والتي ظهرت في اعقاب الحرب العالمية الأولى حتى حدوث الانشطار النظري الذي أحدثته دراسة خيار الأمة عام 1940م.