استهدفت الدراسة التحقيق في استخدام الفيديوهات القصيرة عبر منصات التواصل الاجتماعي في تقديم المضامين الاقتصادية، وعلاقة هذا النوع من الوسائط بإدراك المستخدمين للمحتوى، واعتمدت الدراسة الوصفية الاستدلالية على نموذج كيم وروبين للاستخدامات والتأثيرات، كما طبقت منهج المسح بشقيه الوصفي والتحليلي، وتمثل مجتمع الدراسة المكاني في تطبيقها على المستخدمين المتابعين للقضايا الاقتصادية المصرية عبر الفيديوهات القصيرة بمنصات التواصل الاجتماعي، واستمرت فترة جمع البيانات عن طريق الاستبيان الإلكتروني لمدة ثلاثة أشهر من ١ / ١ / ٢٠٢٤م إلى ٣١ / ٣ / ٢٠٢٤م، ومن ثم تمثلت العينة العشوائية في 411 مفردة، وأظهرت نتائج الدراسة أن المضمون الاقتصادي في الفيديوهات القصيرة على منصات التواصل الاجتماعي ليس في مقدمة اهتمامات الجمهور، نتيجة رغبة المستخدمين في تجنب المحتويات المثيرة للقلق وعدم الثقة الكافية في المعلومات المقدمة.
أثبتت أن هناك علاقة بين شعور المستخدمين بالرضا من المحتوى الاقتصادي ومعرفتهم بالقضايا والموضوعات الاقتصادية، وهذا يعكس قدرًا متوسطاً من الثقة في هذا النوع من المحتوى، فعلى الرغم من انتشار مقاطع الفيديو القصيرة بشكل واسع، إلا أن استخدامها لتقديم المحتوى الاقتصادي يبدو أقل فعالية، حيث أظهرت النتائج تفضيل بعض المنصات مثل فيسبوك وانستجرام وتيك توك على منصات أخرى مثل اليوتيوب، وسناب شات، وإكس، لعرض المحتوى الاقتصادي، أما بالنسبة للتفاعل مع المحتوى، فقد ثبت وجود علاقة إيجابية متوسطة بين تعليقات المستخدمين وفهمهم للقضايا الاقتصادية وبين مشاركة المحتوى واقتناع المستخدمين به، ولكن يبدو أن سرعة التفاعل مع المحتوى لا تعكس بالضرورة فهماً عميقً للمشكلات الاقتصادية، مما يشير إلى أن بعض المحتويات تتطلب شرحًا أو وقتًا أطول لفهمها بشكل كامل.