أدى التطور التقني في صناعة المحتوى المرئي إلى نشأة وسائط ومنصات إعلامية لم تكن تعرف من قبل وشكلت أنماطا ومفاهيما حديثة سواء في عملية إنتاج المحتوى أو طرق بثه نشره للجمهور وما نقصده هنا هم فئة اليوتيوبرز فلاحظت الباحثة في الفترة الأخيرة جدلا كبيرا على شبكات التواصل الاجتماعي خصوصا بعد القضية الشهيرة لليوتيوبر ( ماما سناء) وإصابتها بكورونا ثم وفاتها ليخرج أبنائها يروون قصة وفاتها مما أشعل مواقع التواصل الاجتماعي جدلا ما بين مؤيد ومعارض وكذلك أحمد حسن وزينب وما ينشرونه من فيديوهات وصور غير أخلاقية ، مما أدى إلى ظهور العديد من  الحملات التي تناشد الجهات المختصة بضرورة معاقبتهم ولذلك لابد أن يكون هناك وقفة من أجل تحليل ما يقدموه هؤلاء وهل هو متناسب مع أخلاقيات المجتمع لما له من دور كبير في التأثير على سلوكيات و أخلاق الشعب، وبناء على ما تقدم يمكن صياغة مشكلة الدراسة في التساؤل الآتي : كيف يمكن أن تؤثر أخلاقيات مقدمي البرامج على اليوتيوب على الجمهور؟
وتكمن أهمية الدراسة فيما تمثله من استحواذ اليوتيوب على نسب مشاهدة ومتابعة عالية من قبل مستخدمي الشبكات الاجتماعية وكذلك كثرة الأشخاص الذين يرغبون في عمل قنوات على اليوتيوب لسهولة إنشاء قنوات على اليوتيوب ولما تساهمه نتائج الدراسة الحالية في تفعيل آليات التقييم الجيد لأخلاقيات مقدمي برامج اليوتيوب، وكذلك محاولة تحسين أداء مستوى مقدمي البرامج على اليوتيوب مهنيا وأخلاقيا وبالتالي تطوير الرسالة الإعلامية التي يتم تقديمها من قبلهم.
وتوصلت الدراسة إلى أن استخدم كلاً من المذيعين أساليب فنية من أجل زيادة عدد المشاهدات وكان من أبرزها استخدام اسكتشات تمثيلية خاصة في برنامج الدحيح، وكذلك عمد البرنامجان على استخدام الأسلوب السردي القصصي في برنامجيها ما ساهم في جذب انتباه المشاهد الحلقات، كما قام المذيعان بالروج بين اللغة العربية والعامية في ايصال مواضيع حلقاتهم بشكل أسهل وأسرع للمشاهد، وأيضا اعتمد كلا البرنامجين على مواقع الانترنت بشكل أكبر في إعداد موضوعات برامجهم. وكذلك التزم كلا المذيعين بأخلاقيات التقديم من حيث اتفاق العنوان مع المضمون ونسب المادة إلى مصدرها وكذلك التحقق من صدق المعلومات من مصادرها.