في الوقت الذي طغت فيه قيم السبق الصحفي والإثارة على قيم المصداقية والدقة والموضوعية والالتزام بأخلاقيات العمل الصحفي، مع مرور الوقت ستفقد تغطية القضايا الاجتماعية مصداقيتها لدى قطاع غفير من الجمهور، وستسود حالة من الشك في جدية معالجتها وعرضها للعديد من الأحداث والقضايا التي تشغل الرأي العام، وستتحمل القضايا التي تمس الجمهور مسئولية التضليل الإعلامي في ظل ظهور الكثير من الممارسات الخاطئة كمجهولية مصدر الأخبار والريبة في مصداقيتها واستخدام لغة غير مهذبة ( ).
وتشكيل تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية الحالة المزاجية للجمهور المتابع، وتؤدي بدورها إلى بناء اتجاهات وتقييمات إيجابية أو سلبية، تؤثر حيال الأحداث والقضايا المتلاحقة ولا شك في أن لها آثارها، فهي تثبط الهمم، وتنشر القلق وعدم الرضا، وفي المقابل تحمل شعورا ممزوجا بالفرح والسعادة، لأن المزاج العام غالبا يكون مكونا عاطفيا شعوريا، وهو بدوره لا ينبع من لا شيء، ولكنه محصلة للمجتمع المعبر عنه وخلاصة لكل العوامل النفسية والثقافية والاجتماعية والمعرفية والسياسية، وهو يظهر بوضوح في لحظات الانتصارات والسعادة أو الانكسار والحزن عام ( ).
ونظرًا لأن المواقع الإلكترونية تحرص على تقديم المحتوى الذي يحقق لها نسب مشاهدة عالية، ويزيد من معدل المشاركة، ويستجلب ردود فعل عديدة من قبل الجمهور، فقد أثار التوسع الكبير في نشر أخبار القضايا الاجتماعية تساؤلات عدة عن سياسات نشر الروابط الترويجية للقضايا الاجتماعية على صفحات المواقع الإلكترونية، ومدى التزامها بالمعايير الأخلاقية للنشر ( ).