يهدف هذا البحث إلى توضيح ظاهرة نحوية ، هي ظاهرة التقديم والتأخير في كتاب الخِضر لأبي الفضل بدران ، وهي من أبرز الظواهر اللغوية التي تدل على مرونة اللغة ، وتتنوع هذه الظاهرة وتتغير دلالتها تبعاً لتغير السياق وحاجة المقام، ولعل ظاهرة " التقديم والتأخير "إحدى هذه الظواهر التي انصبّ الاهتمام حولها عند أوائل اللغويين كسيبويه والسكاكي وابن جني والجرجاني ، وقد تم تناول الظاهرة من جوانب متعددة، وارتكز المتأخرون على ما وصل إليه المتقدمون بتطبيق أهم ما وصلت إليه الدراسات اللغوية الحديثة لذا فإن الباحث في الظاهرة يصعب عليه إيجاد حدود تحصره ، فالظاهرة كانت في بدايتها نحوية ثم بلاغية ثم انتقلت مع مرور الزمن لتتشعب بين فروع اللغة في العصر الحديث، ونجد أن أهم عالمين تناولا الظاهرة قديما؛ سيبويه والجرجاني حيث إن كليهما يؤكدان على دور المعنى في ترتيب الكلم في الجملة ، فهدف اللغة عند كليهما الإيصال والإفهام، غير أن كل منهما ينتهج منهجا معينا في دراسة