يمثل مجتمع الدراسة بما يحويه من قبائل البجا عبابدة وبشارية ورشايدة حقلاً معرفياً وثقافياً منحته ثقافة مائزة عن قرنائه من المجتمعات الحدودية فى جمهورية مصر العربية ، هذه المعرفة والثقافة شكلت فلكلوراً شعبياً خصباً فساهمت فى صبغ ثقافتها بالقيم الأخلاقية ، وأنتجت لنا إبداعاً شفوياً ، وفجرت عن مكنون العديد من الفنون النثرية والشعرية والحركية ، من يوم السماية وحتى الوفاة ،تعرف لغتهم بالبداويت أو الرطانة والعربية بلهجة العبابدة ، تم التقاط العديد من الإنتاج الإبداعى والتراث بالعين المجردة والأذن وكاميرا الهاتف المحمول ،و تأتى هذه الدراسة لقراءة وفهم التراث الشعبى وبالأخص الحكاية الشعبية ، وإطارها المكانى حلايب وشلاتين .

تكمن مشكلة الدراسة فى المناطق الحدودية فى طبيعة الاتصال ، وربطها بالحجيوة أو الحدوتة الشعبية ، ومعالجة التداخلات اللغوية ، ومحاولة لقراءة النص الشفاهى ، ومحاولة لكشف التفسير الخاص بالخطاب الحكائى

وتتجلى أهمية الدراسة فى دعم التراث الشعبى الشفوى فى المجتمعات الحدودية ، ومحاولة إزاحة الستار عن ثقافات الجماعات الشعبية ، وتقديم رؤية ميدانية نقدية لنصوص المجتمع الشعبى ،والتأكيد على أحقية الانتماء المكانى ، وربط الثقافة بين المجتمعات الهامشية والمجتمع الأم ، وتم استخدام أدوات العمل الميداوهناك دوافع دفعتنى لهذه الدراسة تشجيع الدكتور محمد أبو الفضل بدران والدكتور غريب محمد على للبحث فى الدراسات الميدانية كما أجد المتعة أثناء البحث فى التراث الشعبى الشفوى ، كما ألاحظ ندرة فى الدراسات النظرية ، إن توزيعى كجندى مصرى فى هذه المنطقة جعلنى شغوفاً بدراسة الأدب الشعبى لحلايب وشلاتين ، ومواجهة قصور وندرة الدراسات الشعبية فى منطقة البحث.