إنّ التشبيه هو أكثر ضروب البيان التي تلفتُنا إلى عناصر الجمال في الكون وما فيه من المخلوقات، عبرَ محاكاتها وإبراز المحاسن التي في المشبّه من خلال إلحاقها أو مقابلتها بمحاسن المشبّه ­به، فله قيمة فنيّة وأثار أسلوبية، فهو يؤنس النفس ويوقظ الخيال، وينير الفكر ويفي بالمراد ولذلك عمد البلغاء إلى رياض التشبيه وتنافسوا في اختراع صور التشبيه وتزويقها وتنميقها؛ لأنّ التشبيه من محاسن النظم وينبع من فطرة الإنسان. هذه المقالة بادَرَ إلى دراسة مرحلةٍ سبقت تكوين التشبيه بهذه الصورة التي نشاهد في دواوين فحول الشعراء الذين تبعوا قواعد خاصّة في سبيل تشبيه المظاهر المختلفة بعضها بالأخرى؛ ففي هذه المرحلة بتطرق الشاعر إلى جمع الصفات التي تريد أن­ يشبه شيئاً بالآخر في تلك الصفات ثمّ يثبتها لذلك الشيء. فللوصول إلى هذا الغرض هناك في بداية الأمر تعريف التشبيه في اللغة والاصطلاح ثم ذُكرَ أقسام والتشبيه على أساس معايير مختلفة مع ذكر أمثلة لكلّ منها، وفي النهاية درسنا مرحلة التجميع بصورة مفصّلة مع الإتيان بالأمثلة المختلفة لتصديق دعوانا هذه. كما تتبع الدراسة المنهج الوصفي التحليلي الذي يقوم وصف الظاهرة وتحليلها.