التطور بمفهومه العام أمر ضروري تقتضيه طبيعة الحياة وظروفها، وتفرضه طبيعة الإنسان المائلة إلى التغيير، واللغة هي الوسيلة الوحيدة  التي تعبر عن أشكال ذلك التطور والتغيير، "وتغيير المعني ليس إلا جانبا من جوانب التطور اللغوي ولا يمكن فهمه فهما تاماً إلا إذا نظرنا إليه من هذه الزاوية الواسعة، فاللغة ليست هامدة أو ساكنة بحال من الأحوال، بالرغم من أن تقدمها قد يبدو بطيئا في بعض الأحايين، فالأصوات، والتراكيب، والعناصر النحوية، وصيغ الكلمات ومعانيها معرضة كلها للتطور والتغيير، وقد عمد العلماء إلى دراسة اللغة وتحليلها لعدة مستويات: المستوى الصوتي النحوي والدلالي والصرفي للتعرف على الظواهر اللغوية وما يصيبها من تطور وتغيير. والتحليل اللساني العلمي للغة يهدف إلى وصفها وتحديد بنيتها؛ لأن القواعد التربوية التعليمية تقوم باختيار مادة تعليمية بالاعتماد على القواعد اللسانية العلمية، لذلك وجب ضرورة التمييز بين تعلم مسائل اللغة وبين تعليم كيفية استعمال اللغة. إنَّ الفهم الدقيق للنظام اللغوي العربي، والذي يتركب من أصوات وكلمات وجمل يتطلب تحديد مستوياته التي تعكس هندسته وانسجامه واتساقه، وهذه المستويات: المستوى الصوتي: يهتم بدراسة الأصوات وإنتاجها في جهاز النطق، ويركز على الجانب الصوتي من اللغة، ولا يتناول الجانب المكتوب، ويحدد ويصنف الأصوات اللغوية، ويدرس الوحدات الصوتية مثل الفونيمات والفونات. المستوى الصرفي: يهتم بدراسة اشتقاق الكلمات وتصريفها، يركز على البحث عن أصل الكلمة، وتشكيلها وتصنيفها الصرفي، يستخدم مصطلح "المورفيم" ؛ للإشارة إلى أصغر وحدة لغوية ذات معنى، وينقسم المورفيم إلى مورفيمات حرة (جذور) ومورفيمات مقيدة (سوابق ولواحق). المستوى النحوي: يركز على بناء الجملة في اللغة، ويتناول ملائمة الألفاظ في الجملة وربطها ببعضها وترتيبها في مكانها المناسب، وتوجد مذاهب مختلفة لتحليل النحو: مثل المذهب التركيبي والمذهب التوليدي التحويلي. المستوى الدلالي: يهتم بدراسة المعاني ودلالة الكلمات والتراكيب، ويشمل تحليل بنية الوحدات المعجمي وصياغتها، ويدرس أيضًا الروابط والعلاقات بين الكلمات والموضوعات والاتساق في النص، وتتضمن هذه المستوى نظرية الحقول الدلالية، التي تحدد حقول الدلالة للكلمات والعلاقات الموجودة داخلها.  هذه المستويات تعمل سويًا؛ لدراسة وتحليل اللغة، وتساهم في فهم واستخدام اللغة بشكل فعال.