يحاول البحث الوقوف على استخدام الكناية كوسيلة للحجاج والإقناع في الخطاب، يُعتبر هذا الأسلوب جزءًا أساسيًا من فن الخطابة العربية، حيث يعكس استخدام الكناية قدرة الكاتب أو المتحدث على التعبير بشكل مباشر أو غير مباشر عن الأفكار والمعاني التي يرغب في نقلها.        كما يتناول البحث استراتيجية الكناية كآلية حجاجية، وأثرها في نجاح العملية الإقناعية في الخطاب النبوي الشريف، في كتابي (الجامع الصحيح والأدب المفرد للإمام البخاري)، وكيف جاء النبي – صلى الله عليه وسلم – بأسلوب بليغ قوي كانت الكناية فيه داخل الحطاب الشريف آلية تخدم العملية الإقناعية، وتعزز التواصل بالحجة، مما يؤدي بالمتلقي إلى الاقتناع الراسخ واليقين التام بالفكرة المطروحة عليه.     وبتتبع شواهد الكناية كتابي الجامع الصحيح والأدب المفرد للإمام البخاري يلاحظ اختلاف طرق التعبير بها، واختلاف دلالتها، كما تم من خلال التتبع للكناية في الحديث الشريف بيان استفادة الخطاب النبوي الشريف من الكناية، ومن قيمتها التعبيرية العالية، وقد تمكن النبي – صلى الله عليه وسلم – من اتخاذها وسيلة فعَّالة في تعزيز العملية الحجاجية، من حيث قوة التأثير والإقناع في نفوس الآخرين.