يُناقش هذا البحث مفهوم الثورة العلميَّة وأصولها البنيويَّة، وهو يهدف في المقام الأول إلى إيضاح مفهوم الثورة العلميَّة ومفهومها من خلال التتبع التاريخي لها، ولا سيَّما تلك الفترات التي أسهمت بقوة في دفع عجلة التقدم العلمي في حقول الفيزياء، وعلم الأحياء، والكيمياء، وصولًا لأهم الحقول التي نراها اليوم وهو علم الإدراك، والمتمثل بقوة في عدة مجالات، أهمها: الذكاء الاصطناعي "AI" وعلم الأعصاب. فقد كان للأجهزة والمقاييس والأدوات العلميَّة الحديثة الواحدة تلو الأخرى دور كبير في وصول تلك الحقول من خلال نظرياتها التي نراها اليوم وما سنراها غدًا وفي المستقبل القريب. وعليه، يهدف هذا البحث إلى معرفة الطريقة التي يمكن من خلالها بناء أية نظرية علميَّة، وذلك تتبعًا للإسهامات التي تركتها سابقتها. كما يهدف أيضًا إلى الوقوف على إسهامات الفيلسوف والمُفكر الأمريكي المعروف "توماس كون"، في فهم الطريقة التي يُمارس من خلالها العلماء بناء أية ثورة علميَّة، وهو يطرح من خلال كتابه "بنية الثورات العلمية" عدة مراحل ينبغي لأي عِلم أو نظرية أن تمر بها لإحداث ثورة.