يهدف البحث إلى بيان أثر اختلاف القراءات القرآنية على الأوجه الإعرابية للكلمة، وما لها من قيمة في إبراز أثر اختلاف النحاة في القضايا النحوية؛ فالقراءة تكون دليلًا مرجِّحًا لبعض الآراء؛ لأنها تنطلق من لسان العرب، ومن لغة القوم، لذلك اتجه الباحث إلى دراسة القراءات الواردة في شرح ابن أرسلان الرملي على ملحة الإعراب للحريري الموسوم بـ (التعليقة)، فوجدها تسع عشرة قراءة، ثم قسّم بحثه إلى تعريف موجز بالمؤلف، وثلاثة مباحث، أولها: توجيه القراءات السبع، وفيه ثمان مسائل، وثانيها: توجيه القراءات الشاذة، وفيه تسع مسائل، وثالثها: توجيه القراءات المشتركة، وفيه مسألتان، واعتمد المنهج الوصفي في عرض المسألة، وتحليلها، وبيان آراء العلماء في هذه القراءة، ثم يذكر ما تفرّع عنها من مسائل نحوية، مستقصيًا نسبة الآراء النحوية إلى أصحابها، ويرى موقف ابن أرسلان من القراءة، ثم من المذهب النحو، وهل كانت دليلًا واضحًا على هذا الرأي النحوي، أم لا؟
وخلص البحث إلى عدة نتائج منها: تفاوت طريقة عرض ابن أرسلان في القراءات، فيذكرها منسوبة، وغير منسوبة، ويذكر صفتها أحيانًا، ويعرض عنها أحيانًا، ومنها كذلك: كانت القراءات مرجّحة لبعض الآراء النحوية الي يميل إليها ابن أرسلان وخاصة موافقته لجمهور النحاة، ومنها: احتجاجه لتعدد لغات الكلمة الواحدة بورود القراءات فيها.