تناول البحث ظروف ارسال الدولة العثمانية وفداً رسمياً إلي مصر في اعقاب مظاهرة الجيش المصري في عابدين يوم 9 سبتمبر 1881م، فى ظل  شكوك وارتيابات سيطرت على الخديو والحكومة المصرية والدوائر الإنجليزية والفرنسية من التدخل العثماني فى مصر، والتى نجحت  بدورها فى إقصاء مسألة إرسال قوات عسكرية عثمانية ، وكذا، إرسال وفداً ذا صبغة عسكرية . وانتهى الأمر بإرسال وفد عثمانى مدني وإن كان بخلفيات عسكرية سابقة ومن المقربين للسلطان عبدالحميد الثانى شخصياً.         وقد عرض البحث دوافع السلطان العثماني المعلنة وغير المعلنة لإرسال هذا الوفد، مع تسليط الضوء على مواقف الحاكم المصري والحكومة المصرية والدوائر الأوروبية لاسيما بريطانيا وفرنسا علاوة على الرأي العام في مصر والدولة العثمانية وأوروبا، وذلك من خلال قراءة فى الوثائق البريطانية والصحف والمجلات المعاصرة باللغات العربية والانجليزية والفرنسية. وقد خلص البحث إلى أن الدوائر المصرية والبريطانية والفرنسية قد فرضت رقابة صارمة على تحركات الوفد العثماني حتى لا يتسنى له الحصول على معلومات من شأنها التأثير على مصالح هذه الأطراف، وكشفت النقاب عن نجاح بريطانيا فى إقصاء التدخل العسكرى العثماني ووضع فرنسا فى المواجهة مع الآستانة والقاهرة حتى تحين لها الفرصة للتدخل العسكرى فى مصر، وهو ما حدث فعلاً عام 1882م بعد أقل من عام على مغادرة الوفد العثماني مصر وتأهب بريطانيا لاحتلاها عسكرياً.