تمتع المشرق الإسلامي ومصر بنهضة علمية وثقافية كبيرة حتي أصبح كثير من الناس طلاباً للعلم والمعرفة وقاموا بالعديد من الرحلات العلمية ، وطاف فريق كبير منهم البلاد سعياً إلى موارد العلم ، وقد تميزت مدن المشرق الإسلامي في هذا العصر بقوة الحركة العلمية، واستمر نشاط العلماء وازداد اقبالهم على الرحيل والانتقال بين بلدان العالم الإسلامي ، ولقوا العون والتشجيع من ولاة الأمور مما حفزهم على مواصلة السفر مهما كلفهم من جهد ، وازدهرت الثقافة الإسلامية خاصة في مجال العلوم الدينية ، فكانت مصر تزخر بالكثير من العلماء النابهين في العلوم الدينية ، حيث كان جُل اهتمام المسلمين آنذاك دراسة علوم القرآن والحديث والفقه وغيرها ، وظهر في مصر الكثير من العلماء الذين ذاعت شهرتهم في العالم الإسلامي وأقبل عليهم العلماء وطلاب العلم من أنحاء العالم الإسلامي ومنهم علماء وطلاب المشرق الإسلامي الذين شدوا الرحال إلى مصر ووفدوا إليها للاستزادة والتعلم علي يد علمائها الكبار في مجال العلوم الدينية المختلفة ، وجاء البحث بعنوان : " رحلة علماء المشرق الإسلامي إلى مصر وأثرهم في إزدهار العلوم الدينية " (254-567ه /868 -1171م )  .