استطاع المصلح الثائر عثمان بن فوديو منذ العام ١٧٧٥م قيادة أول حركة إصلاحية في السودان الغربي وحوض نهر النيجر خاصة وغرب إفريقيا عامة، وكان الهدف إعادة المعتقدات الفكرية الإسلامية الصحيحة لدى المسلمين بالمنطقة وتنقية مفاهيمهم من البدع والخرافات التى التصقت بالدين الإسلامي من خلال الدعوة لنشر تعاليم الإسلام الصحيحة من مصادرها الأصلية المتمثلة في نصوص القرآن والسنة النبوية مع إقناع الوثنيين بالدخول في الإسلام، واستخدم عثمان لتحقيق دعوته الإصلاحية أسلوب الإقناع البسيط السلس من خلال دروسه لطلابه وعامة المسلمين والوثنيين؛ فالتف حوله عشرات الآلاف .
  وقد تخوف لملوك الوثنيون بمملكة غويير، حيث إقامة ونشاط عثمان الإصلاحية من نفوذه، فاضهدوه وكل أنصاره المتعاطفين معه، فوحد المسلمين تحت قيادته، وأقام بهم دولة الفولاتة الإسلامية لمقاومة اضطهاد ملوك غويير، وبعد سلسلة من الحروب بين غويير وفولاتة، انهارت غويير عام ١٨١٠م ليطور عثمان حركته الإصلاحية من الدعوة للإصلاح إلى تطبيقه حتى وفاته عام١٨١٧م، فتأثرت به غرب إفريقيا بأسرها في الإصلاح الشامل وحذا علماء ودعاة الإصلاح بالمنطقة حذوه.