اتسعت رُقعة الإمبراطورية الكارولنجية، وضمت أراضي مترامية الأطراف بعد جهود مُضنية بذلها شارلمان (867-814م) Charlemagne من أجل الحفاظ على دولته الصاعدة، وتحقيق الرخاء الاقتصادي؛ فقد شهدت الإمبراطورية الكارولنجية نشاطًا تجاريًا مهمًا لعب دورًا حيويًا في تطورها الاقتصادي والاجتماعي، وبفضل وجود العديد من الأنهار والطرق المائية بها، فقد سهلت مهمة التجارة النهرية عبر أراضيها، كما فتحت آفاق تجارية خارجية عن طريق سواحلها المتعددة، وتميزت الإمبراطورية الكارولنجية بانتشار الكثير من المراكز التجارية المهمة التي كان لها دور في التجارة الدولية، وساهمت في تحقيق الرخاء الاقتصادي للإمبراطورية، وكان من أبرز تلك المراكز التجارية مدينة دورستاد Dorestad، التي شكّلت حلقة وصل تجارية هامة بين التجارة القادمة من شمال غرب أوروبا وصولًا إلى شرق أوروبا وبيزنطة، وذلك عبر الطرق البحرية والنهرية، بالإضافة إلى مدينة كوينتوفيك Quentovic، حيث تميزت كونها دارًا لسك العملة الكارولنجية لفترة من الزمن، علاوة على إقليم فريزيا Frisia، الذي يُعد من المراكز التجارية الحيوية في الإمبراطورية الكارولنجية، وباعتباره منطقة ساحلية وتحكُّمَه في نهر الراين، فقد ربط منذ أوائل القرن الثامن، قلب مملكة الفرنجة بالدول الإسكندنافية وبحر الشمال، كما كان بمثابة قاعدة العمليات الرئيسة للتجار الفريزيين والفرنجة.