مصطلح: (القانون الدولي الإنساني) يُعدُّ مما اصطلح عليه حديثاً؛ وذلك في سماء العلاقات الدولية الحديثة، فرضتها ما أحدثته الحروب من مناظر محزنة، وآثارٍ مدمرة، ونتائج مروعة، وجرائم مفزعة، فأتى هذا القانون؛ ليسهم في تقليل المفاسد، والحدِّ من الآثارِ التي تكونُ نتيجةً حتميةً للحروبِ والقتال.

الشريعةُ الإسلاميةُ ساميةٌ بمبادئها، عاليةٌ بقواعدها، فقد جاء التكريم الإلهي لبني آدم، وجعلتهُ مناط الإحسانِ والمعروف والعدل والأخلاق والقيم؛ فبزغ النور الرباني، ليخرج البشرية من ظلمات الجهل والظلم، إلى نور العلم والعدل؛ فجاءت بالقواعدِ والأحكام التي تكفل حماية الإنسان، وكرامته، وصونه، وتضمن تحقيق العدالة والرأفة والرفق والرحمة؛ وبنت سياجاً متيناً من القيمِ الفاضلة؛ وأحاطته بوازعٍ إيماني، ورادعٍ سلطاني؛ فأقامت أحكاماً ونصبت معالماً، ورسختْ قواعداً، وأقامت أصولاً؛ قبل أنْ يعرف القانون الدولي الإنساني؛ مما أقرَّ مؤخراً في تفاصيله مما أخذ من قواعد التشريع الحنيف، ومبادئ الدين الحكيم، أسوةً بالرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم-؛ والخلفاء الراشدين المهديين من بعده – رضوان الله عليهم-.