تهدف الدراسة الراهنة إلى الكشف عن دور الشبكات الاجتماعية في تحقيق مستوى ما من المشاركة السياسية لنوبيي السويس. وقد اعتمدت الدراسة على الأسلوب الأنثروبولوجي، والوصفي، والتاريخي، والمقارن، باستخدام عدة طرق (المسح الاجتماعي بالعينة، والمقابلات الفردية، وجماعات المناقشة البؤرية، والملاحظة)، وصممت الدراسة أداة الاستبيان التي تم تطبيقها على عينة عمدية بلغت (190 مفردة) شملت الأجيال النوبية الثلاثة، في حين طُبق دليل المقابلة المتعمقة على عينة عمدية بلغت (أربع وعشرين حالة)، إضافة إلى خمس جماعات بؤرية شملت أيضًا الأجيال النوبية الثلاثة. وقد كشفت الدراسة عن مجموعة من النتائج من أهمها:
1-تمثل التحديات الاجتماعية أو الاقتصادية ثقوبًا هيكلية تعيق المشاركة في المؤسسات والروابط النوبية وكذلك العملية السياسية.
2-كلما زادت التكاملات والترابطات بين الشبكات المختلفة لمهاجري نوبيي السويس، كلما أدى ذلك إلى مزيد من المشاركة السياسية.
3-هناك تباين بين أجيال الجماعة النوبية بالسويس وأنماط مشاركتها السياسية، ويمكن فهم هذا التباين وفقًا للدور المرجعي الذي تمارسه كل شبكة اجتماعية على أجيال المهاجرين النوبيين بالسويس.
4-كشفت الدراسة عن أن الشبكات الاجتماعية للمهاجرين قد تلعب دورًا متناقضًا ومتباينًا في نفس الوقت، وذلك وفقًا للاختلاف والتباين الجيلي، حيث كانت حالات الجيلين الأول والثاني مرتبطة بالشبكات العائلية والقروية، والمصاهرة والنسب، وشبكة المؤسسات والروابط النوبية فيما يتعلق بمشاركتهما السياسية. بينما كانت حالات الجيل الثالث تستخدم شبكة التحديث والمعارف والأصدقاء لتحديد نمط مشاركتها السياسية.