يُعالج البحث موضوع الشفاعة لدى الملك عبدالعزيز آل سعود مُمهدًا بمدخلٍ عن تعريف الشفاعة وحكمها في الفقه الإسلامي؛ لما لذلك من أهمية في فهم طبيعة الشفاعة وتقييم نتائجها في حقبة تاريخية تعلي من هذا الجانب. ثمّ التطرق إلى الحديث عن بعض حالات الشفاعة عند الملك عبدالعزيز، مُحاولًا معرفة موضوعاتها، وأسبابها، والأشخاص الذين شاركوا فيها، ونتيجتها سواء بالقبول أو بالرفض، ودلالة ذلك.
فالمصادر تُشير إلى أن الملك عبدالعزيز كان مثالاً للعفو، ولم يبخل يومًا في قبول شفاعة لديه ما دامت في الخير ولا يترتب عليها مَضَرَّة لأحد، كما لم يتردد في التشفع عند غيره إذا استلزم الأمر ذلك، بالإضافة إلى كونه سياسيًا ودبلوماسيًا محنكًا، فكيف تعامل مع الشفاعة بموضوعاتها المختلفة؟ إذ تَنوَّعت موضوعاتها، بين دينية وسياسية واجتماعية، كما تَنوَّع الأشخاص المشاركون فيها بين عُلماء، وحُكّام، وزُعماء، وقادة رأيٍّ وفِكرٍ، إلى غير ذلك ممن ساهموا بأدوار خلال مراحلها، منذ التقدم بالشفاعة إلى قبولها أو رفضها، ثم إلى نتائجها وتداعياتها. وهذا ما سيتضح في ثنايا البحث.