يدور هذا البحث حول الأخلاق عند اسبينوزا وأهميتها في تحقيق السلام والتوافق بين الناس وسوف أتناول رأيه حول الخير والشر والسعادة، فقد اعتقد ان الخير والشر يجب أن ينظرا ليه من منظور أخلاقي لا من حيث الاحكام المشوهة للدين التي تتعارض مع ما هو أخلاقي من أجل تحقيق غايات سياسية أو تحقيق مصاح شخصية فالشر هو كل فعل يتسبب في إلحاق الضرر بالآخرين وعكسه الخير وهو كل فعل يدخل الفرح والسرور على الآخرين وهذا ما حث عليه اسبينوزا، فيجب على الإنسان ان يسعى لكل ما فيه خير ويحقق السعادة له وللآخرين ويبتعد عن كل فعل شرير. كما رأى سبينوزا أن انفعالات الحزن والفرح التي يتأثر بها الإنسان ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالعالم الخارجي الذى نعيش فيه فكلما كان العالم الذى يعيش فيه الإنسان عالم يتوفر فيه ما يحتاجه الإنسان من ضروريات الحياة كلما كانت الحياة أسهل على الإنسان، وبالتالي سيزيد رضاه عن العالم المحيط به وعن أفراد مجتمعة. فالفرح عند سبينوزا هو ما تنتقل به النفس إلى كمال أعلى والحزن هو ما تنتقل به النفس إلى كمال أقل.