يعتبر التحرش الجنسي بالطفل من أهم الظواهر القائمة في كل المجتمعات سواءً كانت شرقية أم غربية، نامية أو متحضرة حتى وإن اختلف مدى انتشار تلك الظاهرة وتفاقمها ، وقد يكون البعض منها مرتبطا بالوازع الديني والبعض الآخر بثقافة المجتمع السائدة وعاداته وتقاليده، وعلى الرغم من ذلك كله فإن المجتمعات العربية بدأت مؤخرًا الاهتمام بتلك الظاهرة، حيث بدأت تنتبه إلى خطورة التحرش الجنسي ضد الأطفال علي مجتمعاتها، وقد اتضحت ردود الأفعال المجتمعية بالتباين ما بين الإصرار علي الإنكار كونها ظاهره لا تستحق كل الاهتمام والعمل علي مستوى التغيير الاجتماعي ونشر الوعي بين فئات المجتمع المتباينة انتهاءً بالتحرك الفعلي لمواجهتها قانونيًا وتشريعيًا .
 ويمكن القول أن هذه الظاهرة باتت تدق ناقوس الخطر خاصة مع انتشارها في صعيد مصر الذي لم يكن يعرف فيما سبق مثل هذه الظواهر بل تعتبر من الظواهر الدخيلة على ثقافتنا العربية وقيمنا العريقة وديننا الإسلامي الحنيف , ومما هو جدير بالذكر أن تلك الدراسة الراهنة تتمثل أهميتها في أنها ستحاول جاهدة في أن تقدم تفسيرًا وافيا ومتكاملًا لظاهرة التحرش ضد الأطفال من جميع الجوانب الاجتماعية والثقافية علاوة عن مناقشة الدوافع التي أدت إلى انتشار ظاهره التحرش بالأطفال ومن ثم التوصل إلى مجموعة من النتائج والتوصيات التي قد تسهم في الحد من انتشارها ونشر الوعي بين كل فئات المجتمع وقد اعتمدت الدراسة الراهنة على عدة مناهج تمثلت في منهج دراسة الحالة - منهج المسح الاجتماعي وذلك لإلقاء الضوء على الظاهرة موضوع الدراسة من جوانبها المختلفة للتعرف على أبعادها وتقديم تصور علمي لها ومعرفة خصائصها والعوامل التي تحكمها ، كما اعتمدت الدراسة على عدة أدوات لجمع البيانات قد تمثلت في الاستبيان – المقابلة - الملاحظة ، وتعتبر هذه الدراسة من الدراسات الوصفية التحليلية حيث تقوم بوصف ظاهرة التحرش الجنسي ضد الأطفال, ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة:  أن هناك علاقة عكسية بين استقرار الأسرة وبين زيادة نسبة التحرش وأن أسلوب المعاملة داخل الأسرة يؤثر على معدلات التحرش فكلما كان أسلوب التنشئة معتدل قلت نسب التحرش والعكس وذلك بنسبة 95%.