يعرض البحث لنصوص كتاب "المعرب عن أخبار المغرب"،  المفقود،  لأبي علي الحسن بن أبي سعيد عبد الرحمن البصري(كان حيا 346ه/957م)،  الذي يعد من المصادر الأولية في تاريخ بلاد المغرب،  والذي انفرد من حيث غرض تأليفه،  عن المصادر المعاصرة له،  حيث أرخ لطبقات من أولي السلطان،  ممن تولوا حكم إفريقية،  فضلا عن طبقات من الفقهاء والقضاة،  والنحويين واللغويين والأدباء الكتاب،  ممن جمع بينهم قاسم واحد،  هو الحس الأدبي،  شعرا ونثرا وفصاحة وبلاغة وبيانا،  مع ما يتخلل ذلك من أحداث تاريخية،  أثرت في أولئك المترجمين،  أو شاركوا هم في صنعها،  مع بعض الاستطرادات والاستشهادات من المغرب الأقصى وبلاد المشرق بما يخدم العرض التاريخي؛ ومن ثم فقد كان الكتاب بمثابة موسوعة أدبية تاريخية سياسية عسكرية اجتماعية؛ ومن ثم نقلت عنه مجموعة من  المصادر القيّمة،  كالزبيدي،  في طبقات النحويين واللغويين،  والقاضي عياض،  في ترتيب المدارك،  وابن الأبار،  في الحلة السيراء وإعتاب الكتاب،  والتكملة. وقد جاءت اقتباسات تلك المصادر مختلفة عن بعضها البعض وغير مكررة بحيث وظف كل واحد منهم المادة التي استقاها حسب غرض تأليفه؛ وهو ما يؤكد على ثراء المادة التي احتواها كتاب المعرب كميًا ونوعيًا.
         ومن ثم تهدف هذه الدراسة التعريف بمؤلف الكتاب، وتقديم صورة تقريبية عن محتوى الكتاب ومنهجه؛ الذي يعكس بعض ملامح الكتابة التاريخية المبكرة عن بلاد المغرب،  من خلال جمع واستقصاء ودراسة الشذرات المتفرقات التي نقلها عنه المؤرخون وكُتَّاب التراجم والطبقات اللاحقون أو المعاصرون له. وذلك من خلال، التعريف بالمؤلف،  وعصره،  واسم الكتاب ونطاقه الموضوعي،  وقيمته التاريخية،  وموارد المؤلف ومصادره،  ومنهج الكتابة،  والموضوعات التي يمكن توظيف مادة الكتاب فيها.