هدفت الدراسة الراهنة إلي الكشف عن الدور المعدل للمقاومة النفسية في العلاقة بين أحداث الحياة الضاغطة وبعض مؤشرات المناعة. أجريت الدراسة علي عينة من 35 طالبة جامعية من بعض أقسام كلية الآداب، جامعة القاهرة. بلغ متوسط أعمارهن 20,71 بانحراف معياري 0,93. تم قياس المقاومة النفسية بمقياس المقاومة النفسية لمروة واصف (2021)، وتم قياس أحداث الحياة الضاغطة بمقياس أحداث الحياة الضاغطة المعدل لشعبان جاب الله سنة 2020 (إدريس، 2020)، بينما تم قياس مؤشرات المناعة من خلال استبيان وظيفة المناعة لريدReed وزملائه (Reed et al., 2015)، وقياس العدد الكلي لخلايا الدم البيضاء، والعدد الكلي لكل نوع من أنواعها (الخلايا المتعادلة، الخلايا القاعدية، الخلايا الحمضية، الخلايا الليمفاوية، الخلايا الأحادية). تم تطبيق مقياسي المقاومة النفسية، وأحداث الحياة الضاغطة المعدل، واستبيان وظيفة المناعة علي العينة الكلية (35 طالبة)، في حين اقتصر قياس متغيرات خلايا الدم البيضاء مع مقياسي أحداث الحياة الضاغطة المعدل والمقاومة النفسية علي مجموعة من العينة السابقة بلغت 22 طالبة. توصلت الدراسة إلي ارتباط تكرار أحداث الحياة الضاغطة ارتباطا موجبا بضعف وظيفة المناعة (ر=0,3)، بينما لم ترتبط شدة الأحداث الضاغطة به. في حين ارتبطت شدة الأحداث الضاغطة إيجابا بعدد الخلايا الحمضية (ر=0,38)، وغابت الارتباطات الدالة بين العدد الكلي لخلايا الدم البيضاء، وعدد باقي أنواعها الفرعية مع مؤشري تكرار الأحداث الضاغطة وشدتها. كما غابت الارتباطات الدالة بين الدرجة الكلية للمقاومة النفسية، ومعظم مكوناتها مع ضعف وظيفة المناعة. واقتصر الارتباط الدال علي مكون المثابرة والصمود؛ حيث ارتبط سلبا (ر=-0,29) بضعف وظيفة المناعة. وقد كشفت النتائج عن الدور المعدل لمكون المثابرة والصمود في العلاقة بين تكرار الأحداث الضاغطة وضعف وظيفة المناعة؛ حيث انخفض معامل الارتباط الجزئي بينهما ليصل إلي ارتباط غير دال (ر=-0,26) عند استبعاد مكون المثابرة والصمود. ولم ترتبط الدرجة الكلية للمقاومة النفسية ومكوناتها الفرعية بعدد الخلايا الحمضية. نوقشت نتائج الدراسة في ضوء التراث المتاح عن دور المقاومة النفسية في تعديل العلاقة بين أحداث الحياة الضاغطة والمناعة.