يعد موضوع الاستشهاد والشهيد من الموضوعات القديمة في الأدب المذهبي، وأدب المقاومة، وقد تطرق إليه معظم الشعراء المسلمين، وخاصة الشعراء الشيعة منذ الأزمنة القديمة حتى يومنا هذا، وبدون الاستشهاد والشهداء ما علا صوت الحق، وما تحقق الخلاص للمستضعفين والمظلومين، وتخلصوا من هيمنة المجرمين، وما كان بالإمكان درء الشر، ودفع البغي والظلم والطغيان بدون تضحية .
     تحظى ثقافة الاستشهاد في الإسلام بمكانة مميزة، وتمثل حركة عاشوراء، وملحمة كربلاء ذروة التجسيد لثقافة الاستشهاد عبر التاريخ، فثقافة الاستشهاد، والتضحية بالنفس هي إحدى المكونات الأساسية للثقافة السياسية الشيعية، لقد انطلقت الثورة الإسلامية الإيرانية بقيادة آية الله الخميني، وانتصرت بالاستشهاد، وقطفت ثمار النصر على أكتاف الشهداء، فالاستشهاد من أغنى كنوز الثقافة الإسلامية والشيعية، والتي تجلت فيها أروع مشاهد التضحية خلال سنوات الثورة، ولذا فقد كان للاستشهاد موقع مهم وحيوي في دواوين شعراء الثورة الإسلامية، ومن ثم فقد انطلق الشعراء  الإيرانيون يترنمون بأنشودة الاستشهاد، ويتغزلون بشهداء الثورة الإيرانية الإسلامية .