يعد الأدب الفارسى محورا لدراسات نقدية عديدة استنطقت مختلف الأعمال الأدبية من أجل تحديد المبادئ والأسس التى تحكم العملية الأدبية، بالبحث فى ماهية الأدب وأنواعه وغاياته وطرائق تشكيله. وأحد هذه الأنواع هو أدب الخيال العلمي الذى يتخذ من الحقائق والنظريات العلمية نقطة ارتكاز، ينطلق منها مطلًقا عنان الخيال البشري، لينسج من خلالها روائع أدبية لا تقل أهميةً عن مثيلاتها من الفنون الأدبية الأخرى، لما يميز نصها من إبداع وجماليات وقوة أسلوب. وتتخذ الدراسة من رواية "رستم در قرن بيست ودوم" أى "رستم فى القرن الثانى والعشرين" لعبد الحسين صنعتى زاده محورا لها، إذ تعد باكورة روايات الخيال العلمى فى ايران، وقد اعتمدت المنهج التحليلى النقدى فى إعداد هذا البحث, محاولة الإجابة عن سؤال ألا وهو كيف كانت نشأة روايات الخيال العلمى فى إيران؟ وما هى أهم سمات باكورة هذا النوع الروائى فى ايران؟ وكيف وظف (صنعتى) الخيال العلمي داخل روايته، وإلى أى مدى نجح فى ذلك؟ وقد جاءت الدراسة فى مبحثين تناولت فى المبحث الأول سمات البناء الفنى للرواية من عتبات، وشخصيات، وزمان، ومكان، وفى المبحث الثانى تناولت تقنيات الخيال العلمى التى استخدمها المؤلف. ثم أتبعت الدراسة بخاتمة تضم أهم النتائج التي توصل إليها البحث.