يبدي فتجنشتاين احتراما شديدا تجاه المؤمنين القادرين على عيش حياة دينية مخلصة؛ أي أولئك الذين يتطلب إيمانهم "العاطفي" و "المحب" التزامًا وجوديًا غير مشروط. لكنه في المقابل، لا يستحسن إيمان أولئك الذين يرون أن المعتقد الديني افتراضي أو معقول، أو يعتمد على أدلة تجريبية. إن المبدأ العام لفلسفة فتجنشتاين هو أن البشر يولدون ضمن تقاليد ثقافية محددة، ويتم تدريبهم على قبول ممارساتها الخاصة، ومعايير عقلانيتها وصورتها العالمية، وهي مجموعة من القناعات والقيم التي يتشاركها المجتمع الثقافي. لقد تمت تسوية هذه الأمور بالفعل قبل أن يبدأ الفلاسفة، الذين ينتمون إلى أشكال معينة من الحياة، في التفكير فيها بشكل نقدي. فنحن نفتقر إلى المسافة لانتقاد أو تسويغ ممارسات مجتمعنا الثقافي. وعوضًا عن ذلك لقد قبلنا سلفًا واقعيتها عن طريق أفعالنا. فلا توجد طريقة للتحول من ممارسة تم تطويرها ثقافيًا إلى ممارسة أو سياق "محايد"، لأن الممارسة أو السياق المحايد لا تعد ممارسة أو سياقًا على الإطلاق. بعبارة أخرى: في بدء كل تفلسفنا، كنا متضمنين سلفًا ضمن ممارسات شكل حياتنا، بما في ذلك ممارساتنا الاستقصائية. إنها حقيقة ينبغي علينا قبولها. وبناء عليه، لم ينظر فتجنشتاين إلى المعتقدات الدينية كما لو كانت قناعات شبيهة بقناعات الرياضيات، أو الفيزياء، أو التاريخ، أو تقسيمها إلى صحيحة وخاطئة. إن المعتقد الديني، بالنسبة لفتجنشتاين، ليس صحيحًا أو خاطئًا، لأنه يتصوره على أنه يعبر عن موقف معين من الشخص تجاه العالم، وتجاه الآخرين وتجاه الحياة البشرية بشكل عام.   وبالاعتماد على مؤلفات فتجنشتاين "الثقافة والقيمة"، و"محاضرات حول الإيمان الديني"، و"عن اليقين" بشكل رئيس، أفند في هذا البحث ادعاءين: (1) إن وصف فتجنشتاين للمعتقد الديني على أنه "حب" -على الرغم من من قيمته- يجعله يواجه الكثير من الانتقادات. (2) إن تمييز فتجنشتاين بين الإيمان الحقيقي والإيمان المزيف يثير إشكاليات عديدة.