ترجع جذور حركة الجدارة إلى تغيير السياق الاقتصادي والسياسي في أواخر القرن العشرين مع مفهوم الجدارة الإدارية الذي نشأ إلى حد كبير من عمل ماك كليلاند Mc Clelland عام ۱۹۷۳م، ومجموعة ماك بير Mc Ber الاستشارية حيث كلفت من قبل جمعية الإدارة الأمريكية بعمل دراسة في بدايات الثمانينيات من القرن الماضي لحل مشكلة صادفتها وزارة الخارجية الأمريكية تتعلق باختبارات القبول لشغل إحدى الوظائف القيادية، كما تبنتها حكومة المملكة المتحدة البريطانية، ثم أخذ أسلوب الجدارة يتحول بسرعة كواحد من أكثر النماذج السائدة لإدارة وتقييم القيادة والتطوير في المملكة المتحدة، وعلى الرغم من الجذور العامة والتشابه في المصطلحات المستخدمة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن نهايات القرن الماضي شهدت اختلافاً في الطريقة التي يجري بها تطبيق مفاهيم الجدارات حيث ميز سبارو Sparrow بين ثلاث فئات رئيسة لهذا الأسلوب كما يلي ([1]):
الجدارة الإدارية (الفنية الوظيفية): وقد تطور هذا الأسلوب في المملكة المتحدة التي اعتمدت في المقام الأول على التحليل الوظيفي لأدوار الوظيفة لتحديد المعايير المتوقعة للسلوك في مكان العمل، وهذا الأسلوب هو أكثر وضوحاً في الاستخدام لتحديد المؤهلات المهنية.
الجدارات السلوكيات التي تؤدي إلى تحسين الأداء، وتستمد من عمل بويتزس وزملائه في مجموعة مالك بير Mac Ber للاستشارات في أمريكا والتي حددت الجدارات السلوكية المديرين الفاعلين.
الجدارة التنظيمية (الجدارة المحورية الإستراتيجية) الذي حول الاهتمام من الفرد إلى المنظمة) والعمليات الإدارية التي تؤدي إلى تعزيز الابتكار والأداء.
وقد حدد علماء الإدارة أمثال مارزانو ووترز وماك نولتى Nully Marzano, Waters, and Mc
(1) Bolden, R., Gosling, J.,(2006). Leadership Competencies: Time to Change the Tune, University of Exeter, 2006, UK, 20(2).P-P: 148-149.