تُعد الجامعات -وأعضاء هيئة التدريس العاملين بها- من بين المؤسسات متعددة الأنشطة والوظائف، حيث تتنوع وظائفها وخدماتها وتتنوع مخرجاتها التعليمية وخدماتها المجتمعية، ويعد عضو هيئة التدريس هو العصب الأساسي في العملية التعليمية. فكفاءته وقدرته على احتواء العملية التعليمية لها الأثر الملحوظ على مجمل الأمور الأكاديمية، والبحثية، والخدمية، والمجتمعية. ولذلك نجد أن تطوير الأداء البحثي بجانب الأداء التدريسي لعضو هيئة التدريس لإكسابه مهارات وطرائق تدريس حديثة، أصبحت ضرورة ملحة في ظل التطورات السريعة والانفجار المعرفي والتكنولوجي. فالاهتمام بتطوير البحث والنشر العلمي له انعكاساته الإيجابية على الجودة النوعية في التعليم العالي، وعلى مجمل العملية التعليمية والخدمية، وأي برنامج في هذا المجال سوف يؤدي إلى توفير المناخ المناسب لأعضاء هيئة التدريس للتعرف على قدرات ومهارات وتجارب بعضهم بعضاً من جهة، وعلى تأهيلهم من الناحية التربوية بالطرق العلمية المقننة من جهة أخرى، حتى يمكن تحقيق أكبر عائد من العملية التعليمية  (Scott, 2018, 55). وبناءً على ذلك نجد أن نوعية أعضاء هيئة التدريس بالجامات تعتمد على إنتاجيته البحثية والعلمية، فبإمكان عضو هيئة التدريس المتميز وضع البرامج والمناهج المتطورة والسليمة وتنفيذها بشكل يضمن خريجاً قوياً ومتميزاً يشارك بتطوير وتنمية مجتمعه ( محمد عادل بركات ، 1996 ، 120) كما حددت الهيئة العالمية القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد (2009) إطاراً مرجعياً لمعايير الممارسة الأكاديمية للأستاذ الجامعي مستقى من أفضل التجارب المحلية والإقليمية والعالمية، تقوم على أساسه مؤسسات التعليم العالي بتطوير الأداء المهني لمعلميها في أربعة محاور أساسية هي: (التعليم – البحث والنشر العلمي – خدمة المجتمع – الجوانب الإدارية والتنمية المهنية)، ولما كانت جامعة الكويت، جامعة ناشئة، فإن الاهتمام من البداية بمعيار البحث والنشر العلمي بجانب المعايير الأخرى الجودة والاعتماد الأكاديمي، يجعل الجامعة تخطو خطوات ثابتة نحو الاعتماد وضمان الجودة، ولذا فإن البحث الحالي يستهدف التعرف على متطلبات تطوير النشر العلمي لتحقيق الميزة التنافسية لجامعة الكويت في ضوء معايير التصنيفات العالمية للجامعات، من أجل الإفادة منها في تطوير أداء أعضاء هيئة التدريس بجامعة الكويت