إن أهداف الإدارة المدرسية قد تغيرت واتسع مجالها في الوقت الحاضر، فلم تعد عملية روتينية تسعى لتسيير شؤون المدرسة سيراً رتيباً وفق تعليمات تقتصر على الجانب الإداري، بل أضحت معنية بالنواحي الفنية وشؤون الطلاب وأداء المعلمين، وبالمناهج وطرق التدريس والنشاط المدرسي والإشراف الفني وتنظيم العلاقات بين المدرسة والمجتمع المحلي وغير ذلك، كما يواجه مدير المدرسة العديد من الضغوط والتحديات والمتطلبات المعاصرة التي تستوجب سلوكا قيادياً حيويًا تتوافر فيه الكفاءة والفاعلية والقيادة الموزعة. حيث نبعت أهمية القيادة الموزعة  لدي مديري مرحلة التعليم قبل الجامعي، كونها المرحلة التي تتعامل مع أكبر قدر ممكن من تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي التي تستوعب الغالبية العظمي من الطلاب، ولكونها المرحلة التي تمثل همزة الوصل بين مرحلة التعليم الأساسي والتعليم الجامعي، الأمر الذي يجعل الإدارة المدرسية مطالبة بتحقيق رسالتها ي القيام بأعباء العملية التعليمية من خلال القيادة الموزعة. (سعيد، 2012، 332) وقد نبعت أهمية القيادة الموزعة أيضا من قدرة المديرين على التأثير على الموظفين داخل المدارس بحيث يشمل التأثير على عقولهم، وقلوبهم، ونفوسهم من أجل تحقيق النجاح والتفوق للمؤسسة التعليمية وتؤكد الاتجاهات الحديثة فى تطوير التعليم  على "ضرورة العمل على الارتقاء بمستوى أداء القيادات التعليمية فهناك ارتباط قوي بين نوعية الأداء في أي نظام تعليمي ونوعية أداء المعلمين العاملين فيها"(خنفور، 2021، 341). وقد أدرك صناع السياسات التربوية أن المدارس لا يمكن أن تكون أفضل جودة من مستوى المديرين بها، ذلك لأن المدير يمثل محور الارتكاز في تحقيق الأهداف التربوية التي يتبناها النظام التعليمي وعلى عاتقه تقع مسئولية تحويل الأفكار والرؤى التجديدية إلى نواتج تعليمية، لأن نوعية المعلم هي مفتاح تحقيق الجودة في النظام التعليمي باعتباره أحد أهم الدعائم التي يرتكز عليها تحسين النظم التعليمية".(المحاسنة، 2013، 66) إن واقع مؤسسات التعليم قبل الجامعي بدولة الكويت، تعاني من مجموعة من الصعوبات والمشكلات التي تتطلب تفعيل القيادة الموزعة ومنهاكما أكدت دراسة قاسم (2024، 27) : مشكلات ترتبط بإدارة المدرسة مثل ضعف القيادات الإدارية ، وغلبة النمط المركزي على أداء العمل، وعدم المشاركة في اتخاذ القرار، وقصور أنظمة الرقابة واتسامها بالشكلية داخل المؤسسات التعليمية ، ومشكلات ترتبط بالمعلم مثل عدم التكيف الوظيفي، وضعف الإعداد المهني والعلمي ، وأخرى ترتبط بالطالب وتتضمن مضايقات الطالب لإدارة المدرسة، وضعف العلاقات الإنسانية بين الإدارة المدرسية والطالب والمعلم ومشكلات بالعمليات الإدارية تشمل ضعف عملية التوجيه والتخطيط وضعف الصلة بين تقييم الأداء والإثابة ، وعدم فعالية التنظيم الإداري، ومشكلات مرتبطة بالمناهج مثل مشكلة طول المناهج وصعوبتها ومشكلات مرتبطة بالموارد والإمكانات مثل مشكلات المبنى المدرسي ونقص التجهيزات التربوية ، وقد نتج عن مثل هذه المعوقات تدني مستوى الأداء داخل المدارس.