لكي تؤدي معاهد الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بدولة الكويت مهامها التربوية على الوجه الصحيح، كان لابد من ربطها بالمجتمع، وإعادة تنظيم أدوارها وتفعيل وحداتها المنتجة،مع اعتبار التعليم العامل المهم الذي يضمن إحداث تنمية سريعة، بالتركيز على فعاليتها في استثمار الموارد البشرية وربط التعليم العام والتعليم التقني، والربط بين التعليم والإنتاج، وبين الجانب النظري والعملي (نادية حسن علي، ۲۰۰4، 19). فالوحدات المنتجة تؤدي دورها من خلال مشروعات، أي أنشطة وفعاليات منظمة يترتب عليها إنجازات مهمة محددة في فترة زمنية محددة (فاطمة علي، سميحة  مخلوف، 2002، 89)  ومن هنا جاءت فكرة تغيير دور معاهد الهيئة العامة  للتعليم التطبيقي  التقليدية المتبعة حاليا، وإحلال أدوار أخرى أكثر نفعا وتأثيرا على المتعلمين ليصبحوا منتجين ومشاركين في التنمية بدلا من أن يكونوا متلقين فقط. وبناء على ذلك يمكن القول إن معاهد الهيئة العامة  للتعليم التطبيقي والتدريب يجب أن تقوم على فكرة تنمية الفرد بمفهومها الواسع وتنشئة الجسم والعقل، وتعد سبيلا للاستثمار في الموارد البشرية بعد أن تأكد أن القدرة الإنتاجية لا يمكن حصرها في الآلة وحدها، بل هي رهينة بالابتكار والإبداع الموجود لدى العنصر البشري، وبما أن المدرسة هي المصدر المنتج للموارد البشرية لسوق العمل والمجتمع فقد وجدت نفسها مطالبة بتحويل وظيفتها في هذا الاتجاه، فهي مطالبة بأن تسعى إلى استثمار رأس مالها البشري وتأهيله للحياة المهنية  (نجاة يحياوي، 2014، 45 ). مما سبق يتضح لنا أن الوحدات المنتجة تربط  التعليم والمتعلم بحركة السوق المتغيرة، وتشجعه بعد انتهاء تعليمه على الاعتماد على ذاته في كسب عيشه بالعمل، وإدارة المشروعات الصغيرة، والانغماس في استغلال البيئة لإنتاج صناعات محلية، والخروج عن النمطية في الأداء، والتحلي بالجرأة في اقتحام الأعمال، وتغيير المهنة، والتدريب التحويلي، ومعرفة مبادئ الإنتاج. مشكلة الدراسة : لقد حظي موضوع الوحدات المنتجة باهتمام كثير من الباحثين والكتاب في البيئة الغربية والعربية، وقد تناولت بعض الدراسات هذا الموضوع، فمن الدراسات العربية دراسة عبدالمعين سعد الدين (2005) التي سعت إلى التعرف على واقع تجربة الوحدات المنتجة بالمؤسسات التعليمية، والمتطلبات والسلبيات التي تحول بينها وبين تحقيق أهدافها. وأظهرت هذه الدراسة أن من المتطلبات التي تواجه الوحدات المنتجة عدم تهيئة القائمين على هذه المشروعات ثقافيًا وعلميًا وتدريبهم على تنفيذ مثل هذه المشروعات.