تعد تربية الطفل وإعداده في مرحلة الطفولة المبكرة مطلبا أساسيا ومهما حيث تتكون ملامح الشخصية وتتشكل العادات والاتجاهات وتنمو الاستعدادات وتتطور القيم والمهارات،  وخلالها يتحدد مسار النمو للطفل جسميا وعقليا ووجدانيا واجتماعيا وتعليميا ولذلك يأتي دور المؤسسات التربوية باعتبارها قناة تنموية تعمل على إشباع احتياجات الطفولة. (حسن ، 2023، 35-138) .
وتعتبر الروضة إحدى مؤسسات المجتمع التربوي التي تعني بتنشئة وتربية ورعاية أطفاله، وتهيئتهم لحياة دراسية اجتماعية أكثر فاعلية ونجاحاً، وتعتبر هذه الجهود امتداداً واستمراراً لجهود البيت، وتمهيداً لعمل المدرسة الابتدائية والمراحل التعليمية التي تليها ، وتعمل الروضة على  ترسيخ العقيدة الإسلامية في نفوس الأطفال وغرس الإيمان بالله في قلوبهم وحب الرسول صلى الله عليه وسلم وآله وتعليمهم الثقافة والآداب والسلوكيات الإسلامية، والتنشئة الاجتماعية السليمة في ظل المجتمع ومبادئه، وأعرافه السائدة. (ابو سيف ، 2021، 315-325) .
  وتؤكد  الاتجاهات التربوية الحديثة على أهمية التحاق  الطفل برياض الأطفال كمؤسسة تربوية مهمة  اقتضتها ظروف العصر وذلك لعدم تفرغ الوالدين كالسابق لتربية الطفل " ( ضحاوي ، 2000، 31) ، كما أن  رياض الأطفال توفر البيئة التربوية المناسبة والمناخ التربوي الجيد لغرس مختلف القيم والمفاهيم ، "حيث  تعتبر دور رياض الأطفال (kindergarten ) إحدى مؤسسات التربية المهمة  لما لها من تأثير كبير على الطفل ، باعتبار أن مرحلة رياض الأطفال هي المرحلة العمرية التي تعد أساسا متينا تبنى عليه بقية المراحل التالية ، ففيها يتم غرس البذور الأولى لشخصية الطفل ، كما تتكون في هذه المرحلة لدى الطفل كثير من القيم والسلوكيات والاتجاهات التي يتلقاها تقليدا أو تلقينا ، مما يجعل الاستفادة من طبيعة نمو الطفل في هذه المرحلة في غرس القيم والسلوكيات الحميدة أمرا مطلوبا وضروريا " ( طلبة ، 2000، 2).