تعد مرحلة الطفولة المبكرة مرحلة تربوية مهمة في السلم التعليمي حيث تتشكل فيها الصفات الأولى الشخصية الطفل، وتتحدد اتجاهاته وميوله وتتكون من خلالها الأسس الأولى للمفاهيم التي تتطور مع تطور حياته. وتعد التربية الجمالية أحد متطلبات الحياة المعاصرة فالطفل محتاج إلى الإشباع الوجدانى وخاصة الإحساس بالجمال من حوله؛ لذا يجب الاهتمام بالتربية الجمالية التي ترتقى بذوق الطفل وتمنى فيه الاحساس بالجمال في الطبيعة من حوله والمحافظة على جمال بيئته كما تنمى لديه وعيه بذاته وبالآخرين، ومن ثم ترتقى بالحس الوجداني لديه. وتؤكد النظريات التربوية الحديثة على أن الطفل يولد مزوداً بغريزة حب الجمال، فالانسان بفطرته يحب كل جميل، وينجذب إليه، لذلك تهتم التربية الجمالية بتربية الطفل على حب الجمال ومن ثم تنشئته على تقدير الجمال والاحساس به وتذوقه(الخوالدة، والترتورى، ٢٠٠٥ : ٢٠). لذا يجب العمل على توفير المناخ الجمالي في بيئة الطفل حتى يعتاد الجمال وبألفه ويستهجن القبح وينفر منه، لذلك يجب أن يوجه الاهتمام بتربية الطفل تربية جمالية لما لها من أثر إيجابي في إنماء عاطفة الجمال الكامنة في نفسه وتشجيعه على الابداع وتدربيه على الرؤية الجمالية والمشاركة الوجدانية والوعى الجمالي. فالتربية الجمالية ليست غاية في حد ذاتها وإنما وسيلة من وسائل بناء الشخصية وتكاملها، والجانب الجمالي وتذوقه وتربيته أمر ضرورى لحياة الطفل ليكون مرهف الحس رقيق الشعور، حسن التذوق، ذكي الوجدان، لديه الثقة في نفسه لكى يعبر ويتعامل ويتفاعل ويضيف من لمسات الجمال الشيء الكثير مما يعطى لحياته معنى، ولحياة المجتمع كله ذوقاً رفيعاً(الشرييني،2005: ٢٩). وتشكل العاطفة (الوجدان) مساحة واسعة في نفس الطفل الناشئ وهي تكون نفسه، وتبني شخصيته فإن أخذها بشكل متوازن كان إنسانًا سوياً من مستقبله وفي حياته كلها، وإن أخذها بغير ذلك سواء بالزيادة أو النقصان تشكلت لديه عقد لا تحمد عقباها. لذلك فإن البناء العاطفي له أهمية خاصة في بناء الطفل وتكوينه (محمد، 2005:271). كما تؤكد نظرية التعلم المستند إلى المخ على أنه لا يمكن فصل الوجدان عن المعرفة، وهذا يعني ضرورة الربط بين الجوانب الوجدانية والمعرفية في حياة الطفل وتربيته.