إن سوء المعاملة الوالدية ظاهرة مرضية منتشرة في مجتمعات العالم يتعرض لها الذكور والإناث بمختلف الطبقات الإجتماعية والإقتصادية، وليست مرتبطة بالأصل أو السلالة أو الدين أو اللغة أو الثقافة، فهي ظاهرة تؤثر في حيـاة الطفل مدي الحياة وتؤدي إلى عواقب وخيمة لذلك عرف الباحث مصطلح سوء المعاملة بأنه مجموعة من الأفعـال المقصودة الصادرة من الوالدين أو القائمين على رعاية وتنشئة الطفل والذى ينتج عنه إيذاءه وإلحاق الضرر به جسمياً أو صحياً أو جنسياً أو نفسياً .      وتعد سوء المعاملة الوالدية مشكلة خطيرة يجب الإهتمام بها لتأثيرها على الصحة العامة للطفل وتختلف الإساءة من مجتمع لآخر حسب الثقافة المتبعة والأوضاع الإجتماعية والإقتصادية في كل مجتمع فنجد انتشار نمط واحد من أنماط الإساءة تبعاً لتقبل المجتمع وأفراده مما يجعله سلوك مقبول لدى المجتمع بما فيهم الأطفال بينما نجده غير مقبول في مجتمع آخر. وتؤثر الإساءة تأثيراً بالغاً على المدى القريب والمدى البعيد من حياة الطفل فالطفل الذي يتعرض للإساءة في طفولته قد يصبح مكتئباً وعنيفاً ومشاغباً وقلقاً ومنطوياً وخائفاً. (بدوي محمد حسين وشيماء مصطفي أحمد وعبير أحمد أبوالوفا، 2018 :107).      فالطفل المعاق عقلياً إنسان له مشاعر واحتياجات، فهو يحب ويكره ويفرح ويحزن ويتألم، وفي أمس الحاجة إلى إشعاره بالحب والتقبل والحنان حتى يستطيع التكيف مع بيئته الإجتماعية، ولا شك أن الأسـرة هـي المصدر الأساسي الذي يمـد الطفـل بالحـب والـدفء والحنان.      فالوالدان هما المنبع الأول الذي ينهل منه الطفل المعاق عقلياً حيث تتفتح عيناه على أبويه فيعيش في ظلهما ويتمتع بحنانهما وينال من حبهما، ومن ثم فشخصية المعاق فكرياً تتأثر بشكل كبير سلباً وإيجاباً بوالديه وظروف تنشئته الإجتماعية، فعندما يشعره الوالدين بالتقبل والحب ينعكس ذلك بصورة إيجابية على شخصيته. وبالرغم من ذلك هناك العديد من الآباء الذين يسيئون إلى أبنائهم ذوي الإعاقة العقلية وينتهجون معهم أساليب تربوية خاطئة قائمة على القسوة والإهمال والنبذ والإساءة بكافة أشكالها (Buono, S,2012:125)، مما يسبب لأبنائهم العديد من التأثيرات السلبية النفسية والإجتماعية والثقافية حيث تؤثر الإساءة الوالدية على الصحة الجسدية والعقلية وتقود المساء إليهم إلى صعوبة التركيز والأرق والخوف والعصبية والشعور بعدم الكفاءة الإجتماعية (Peebles, K & Price, T,2012:45).