يفرض العصر الرَّقمي بمتغيراته السَّريعة والمتلاحقة التي نعايشها بذل مجهوداتٍ كبيرةٍ في إنجاز الأعمال لمسايرة هذه المتَّغيُّرات في كافة المجالات، مِمَّا يؤكد ضرورة التَّفاعُل الإيجابي مع هذه المتغيرات خاصةً في مجال تِقنية المعلومات الإداريَّة بما ينعكس بصورة إيجابيَّة ابتكارًا وإبداعًا في سائر الأعمال، ومن بينها تحسُّن في الأداء الإداري والقدرة على سرعة الإنجاز. وتشير تجارب الدول التي لها السبق في الاستفادة من تطور تِقنية المعلومات الإداريَّة إلى أنَّ التَّجاوب مع متغيرات العصر الرَّقمي والإفادة من تِقنية المعلومات الإداريَّة وتطبيقاتها، أدت إلى ظهور أساليب حديثة ومعايير متطورة للإدارة تختلف عن تلك الطرق التقليديَّة المتبعة، ولعلَّ هذا ما حدا بالدول المتقدمة والناميَّة على حدٍّ سواء، إلى العمل باستثماراتٍ كبيرةٍ في إنشاء البُنى التَّحتِيَّة الضَّروريَّة لتسهيل استخدام تِقنية المعلومات الإداريَّة، والتَّحوُّل نحو الإدارة الإلكترونيَّة، فلقد أصبحت تِقنية المعلومات الإداريَّة عنصرًا أساسيًّا ومُهمًّا في كافة المؤسسات بمختلف أنواعها واختصاصاتها لكونها أداةً مهمَّة في إنجاز الأعمال بكفاءةٍ ودقةٍ وسرعة، وكذلك لقدرتها على مواجهة التَّحدِّيات الجديدة التي تفرضها الثَّورة المعلوماتيَّة، مِمَّا يؤدي إلى زيادةٍ حقيقيَّةٍ في كفاءة وفاعلية مؤسسات المجتمع ( يونس، 2015 م، 3 ). ويُعدُّ تقدُّم بعض البلاد في الثَّورة الرَّقميَّة عاملًا مُحفِّزًا لموازاة التوقعات المتزايدة لدى الأجيال الجديدة ومنها خدمات آليَّة كاملة؛ كالاتصال مع الوزارة والمديريات والإدارات التَّعليميَّة؛ ومن ثمَّ التَّواصل مع المدارس، وقدرة الفئات المختلفة على المشاركة الحكوميَّة عبر الإنترنت. وبالتَّالي فنجاح أيَّة مؤسَّسة تعليميَّة في تحقيق أهدافها ورؤيتها المستقبليَّة ورسالتها مرتبط بالطريقة التي يقود بها القائِد هذه المؤسَّسة، وأسلوبه القيادي الذي يمارسه، وصفاته القياديَّة التي يوظفها في إيجاد بيئةٍ مناسبةٍ تسهم في تحقيق جودة المنتج التَّعليمي (المحمادي، 2014، 2 )، فالقيادة التَّربوية تعد جوهر العمل الإداري؛ لأنها تمثل عنصرًا مُهمًّا في نجاح أو فشل الإدارة التَّعليميَّة؛ لما فيها من تأثير مباشر على جوانب العمليَّة التَّعليميَّة ( العرابيد، 2010، 3 ).