إن للغة فنونًا أربعة هي الاستماع، والتحدث، والقراءة، والكتابة، ولها أيضًا فروع متعددة، ويعد الأدب من أهم هذه الفروع؛ حيث يساعد الأفراد على استخدام اللغة استخدامًا صحيحًا، ويعد ضروريًا للوصول للملكة اللسانية، كما يعد نقداً للحياة وتوجيهاً لها، وهو عماد مرصوص لحفظ كيان اللغة؛ إذا بقي بقيت اللغة، وإذا انهار انهارت اللغة. وتشغل النصوص الأدبية مكانة خاصة بين فروع اللغة العربية؛ حيث تسهم في إغناء اللغة وتنميتها، وتتيح للقارئ حرية الرأي والانطلاق في التفكير، والإعراب عما يجده من انطباعات؛ لذا فهي تنمي الوعي بالذات والآخر، وتكِوّن الشخصية، وتصحح المفاهيم الخطأ، وتسمو بأساليب الحديث والكتابة، وتعرفه بالأجناس الأدبية المختلفة، كما تزيد خبراته وحصيلته اللغوية، وتنمي ميوله الأدبية (خالد عبد العظيم،609،2018) [1](*).                                                    ويعد فهم النص الأدبي المرحلة الأولى لتحليل هذه النصوص وتذوقها، ونظراً لأهمية مهارات فهم النص الأدبي فقد حددت وثيقة المستويات المعيارية لمحتوى منهج اللغة العربية للتعليم قبل الجامعي (الهيئة القومية لضمان جودة التعليم ،110،2009) معيارًا بعنوان: فهم النص الأدبي، وحددت مجموعة من المؤشرات التي ينبغي أن يتمكن منها طلاب المرحلة الثانوية، وهى: استنتاج القيم الجمالية والسلوكية والمعاني المتضمنة في النص الأدبي، وربط النص بالواقع والحياة المنشودة، وتحليل العمل الأدبي إلى مكوناته، واختيار أفضل الأساليب والصور الواردة في النص معللاً ذلك، وأخيرًا نقد العمل الأدبي في ضوء نجاحه في تحديد قيمة إنسانية أو جمالية. وينظر إلى الفهم على أنه عملية عقلية بنائية تفاعلية بين قارئ العمل الأدبي ومبدعه، تقوم على استحضار هذا القارئ لمعرفته السابقة المرتبطة بموضوع النص الأدبي، وتؤدي هذه الخبرات دورًا بارزًا في فهم القارئ لهذا الموضوع فهمًا يقوم على الإحاطة بفكرته العامة، وأفكاره الرئيسة والفرعية، مع تمثله للعاطفة والصور الجمالية السائدة فيه (ماهر عبد الباري، 48،2018).   (*) يسير التوثيق في متن البحث على النحو التالي: اسم المؤلف، سنة النشر، رقم الصفحة.