تؤدى ما وراء المعرفة دوراً كبيراً فى العملية التعليمية ، حيث نقلت مفهوم التعليم من كونه عملية تلقى للمعلومات إلى الإستخدام النشط والمدرك لهذه المعلومات وتوظيفها بما يتناسب مع متطلبات الموقف التعليمى بهدف تحسين نواتج العملية التعليمية, وأيضاً تحقيق الإستفادة القصوى منها فى شتى مناحى الحياة.
حيث تواجه البشرية فى العصر الحالى ثورة معلوماتية وتكنولوجية هائلة فاقت ما سبقتها من ثورات على مدار العصور السابقة، هذه الثورة تتطلب أفراداً لديهم قاعدة علمية قوية الأساس من الحقائق والمعلومات والقوانين والنظريات تؤهلهم لمواكبة التغيرات والتطورات السريعة والمتلاحقة الناتجة عن هذه الثورة، بل وتؤهلهم للمساهمة فى إحداث بعض هذه التغيرات والتطورات، وهذا يفرض على كل الدول التى تريد مسايرة الثورة ومواكبة تغيراتها وتطوراتها أن تسعى لإعداد أجيال ذات مستوى رفيع من التعليم والتدريب، قادرة على الأداء وتحمل المسئولية، وقادرة على الإبداع والإبتكار والتفكير العلمى وحل المشكلات والنقد واتخاذ القرارات المناسبة، لذلك يجب النظر إلى أسس وأساليب التعامل مع المعرفة (عماد الدين عبد المجيد، 2011، 3) .
ويعد التفكير التأملى أحد أنماط التفكير التى تجعل الفرد يخطط دائماً، ويقيم أسلوبه فى العمليات والخطوات التى يتبعها لاتخاذ القرار المناسب . ويعتمد التفكير التأملى على كيفية مواجهة المشكلات وتغير الظواهر والأحداث . والشخص الذى يفكر تفكيراً تأملياً لديه القدرة على إدراك العلاقات، وعمل الملخصات، والإستفادة من المعلومات فى تدعيم وجهة نظره وتحليل المقدمات ومراجعة البدائل والبحث عنها( فاطمة عبد الوهاب، 2005، 160 ).
وبما أن جميع المفاهيم مرتبطة ببعضها البعض فى الأدبيات البحثية، لذلك فإن المفاهيم مثل التفكير التأملى والوعى ما وراء المعرفى التى تمثل المعتقدات الفردية وفرضياته وأفكاره وسلوكياته التى يُمكن أن يُعاد تشكيلها، ومن هذا المنطلق فإن التنمية الشخصية للفرد وعملية التعلم مهمة جداً لكلا المفهومين، لذلك وُجد علاقة بين ما وراء المعرفة والتفكير التأملى، إن وجود تلك العلاقة هى أساس العلاقة . حيث وُجد مؤشرات ذات دلالة على التفكير التأملى فى خلق وعى ما وراء معرفى . بينما يُطور الطلاب من عمليات ما وراء المعرفة طوروا أيضاً من مهارات التفكير التأملى التى تُعد من المستويات العليا من التفكير . حيث أظهرت الأبحاث السابقة أن الرأى المتأمل يساعد على تطوير مهارات التفكير إلى المستوى الأعلى . بالإضافة إلى ذلك يُمكن للرأى التاملى المساعدة فى كشف عادات التعلم الضمنية(Ayazgök,Aslan2014,783-789).