يعد التعليم من أهم عوامل بناء رأس المال البشري، فهو الركيزة الأساسية التي من خلالها يحقق الإنسان الرفاهية والرقي، وهو شريان الحياة لأي مجتمع يسعى نحو التقدم والازدهار، ويؤدي التحديث والتطور فيه إلى نمو المجتمعات، ودفع عجلة التنمية بأشكالها وأبعادها المختلفة، وتحسين مستوى المعيشة للفرد وللمجتمع على حد سواء، وفي شتى جوانب الحياة. ويعتبر التعليم الركيزة الأولى لبناء الوطن، حيث إن أول ما تقوم به الدول في عملية البناء هو الاهتمام بتعليم أفراد المجتمع والاستثمار بأفراده من خلال التعليم والاهتمام بجودته ومخرجاته، وتزويدهم بالمعارف والمهارات والقدرات اللازمة، التي تمكنهم من القيام بدورهم في المجتمع، ويعد التعليم الجامعي من أهم مراحل التعليم التي تهيئ الأفراد لتلبية احتياجات المجتمع، وتولي المناصب القيادية والريادية فيه، فالهدف الأساسي للتعليم الجامعي يتمثل في خدمة المجتمع والإرتقاء به. غير أن هناك تحديات جديدة تواجه المؤسسات التعليمية مثل: ضرورة تحقيق معايير الجودة، والحصول على الاعتماد، وضغوط متطلبات سوق العمل المتنوعة والمتغيرة، وحصولها على ترتيب متقدم في قوائم أفضل الجامعات على المستويات العالمية، وتحقيق الميزة التنافسية والحفاظ عليها، وغير ذلك من التحديات، وهذا ما يضع الجامعات المصرية في منافسة شديدة على المستوى المحلي والدولي.       ( أحمد وسعيد ، 2015 ، 648 – 649 ) وتعد الريادة من مداخل التطوير التنظيمي الحديثة، التي ظهرت نتيجة التحديات البيئية السريعة، وزيادة التنافسية، وانعدام الثقة بالأساليب التقليدية، ورغبة المؤسسات في تطوير وضعها القائم، لمواجهة تحديات المنافسة، وتحقيق الإبداع والمرونة، وتحسين القدرات التنافسية، وإحداث التغير في هيكل سوق العمل. ( الحجار ، 2018 ، 322 ) ولم تعد ريادة الأعمال قاصرة على القيام بدورها بوصفها قوة دافعة لتحقيق التنمية الاقتصادية، وتوفير الفرص الوظيفية فحسب، وإنما تعدت ذلك إلى الإسهام في التنمية الشخصية والاجتماعية لأفراد المجتمع. ( أيوب ، 2015 ، 302 ) لذلك شهد الاهتمام بالتعليم الريادي نموًا واضحًا في معظم أنحاء العالم حيث تم إدارجه في المناهج الدراسية في جميع المستويات التعليمية، وفي آخر مسح استهدف (31) من الدول الأوربية وجد أن الغالبية العظمى من البلدان الأوروبية قد تناولت التعليم الريادي في استراتيجياتها أو مبادراتها الوطنية، وأن نصف هذه البلدان قد أدرجت في استراتيجياتها الشاملة أهداف مرتبطة بتعزيز التعليم الريادي. (الحشوة ، 2012 ، 17 ) فالتعليم الريادي يسهم في إعداد وتأهيل الثروة البشرية، كما أنه يساعد على تنمية قدرات الطالب بشكل يجعله مواطنًا صالحًا وفعالًا، ويسهم في بناء الوطن وخدمته، والتفاعل مع بيئة الأعمال المحيطة به بشكل إيجابي، والتعامل مع أفراد المجتمع بأسلوب أخلاقي واجتماعي حميد، وتكوين أفراد رياديين قادرين على العمل في وظائف مختلفة ، ويسهم في الوقت نفسه في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، كما يعمل التعليم الريادي على تعديل أنماط السلوك التقليدية، ونمط التفكير التقليدي، ونظام القيم والاتجاهات بما يناسب الطموحات التنموية للمجتمع. ( الصعيد ، 2015 ، 136 )