تعد التنمية المهنية المستدامة لمعلمي ذوي الاحتياجات الخاصة هدفا تسعى إليه كل الدول على حد سواء، والتنمية بالطبع لا تأتي من فراغ ولكنها تقوم على التخطيط الجيد لاستغلال الطاقات والموارد المتاحة لخدمة هذه التنمية، ولكن لا توجد تنمية تقوم دون إرادة الإنسان، فالتنمية تحتاج قبل كل شيء إلى تنمية بشرية تكون عماد التطور والنمو، لذا لجأت معظم الدول لاستغلال طاقاتها البشرية الاستغلال الأمثل كحق للإنسان أولا وحق للمجتمع ثانيا، وعند الإشارة إلى الطاقات البشرية فهذا يخص بالضرورة البشر في توزيعهم الطبيعي وما بينهم من فروق فردية، وهذا ما دعي معظم الدول للاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة باعتبارهم أفراداً في هذه المجتمعات.
وتمثل قضية ذوي الاحتياجات الخاصة مشكلة خطيرة لأي مجتمع، تعوق تقدمه وتنميته ولهذا فقد خصصت الأمم المتحدة السنة الميلادية 1981م, عاما دوليا لذوي الاحتياجات الخاصة، وناشدت جميع الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية والدول الأعضاء والجمعيات والأفراد في العالم القيام بجهود متواصلة في رعايتهم والنهوض بتربيتهم وتحسين ظروف معيشتهم. (إسماعيل, 2014, 129-141)
وتعد الحاجة الى النمو المهني أمر قائم باستمرار، نظرا لأن المعلم لا يمكن أن يعيش مدى حياته بمجموعة محددة من المعارف والمهارات والكفايات التي اكتسبها في مؤسسات الإعداد، هذا الأمر يتطلب ضرورة أن يكون المعلم علي مستوي متجدد من المعلومات والمهارات والاتجاهات الحديثة في طرائق التعليم وتقنياته وبذلك يكون التعليم بالنسبة للمعلم عملية نمو مستمرة ومتواصلة (ضحاوي، 2009، 70).
وانطلاقًا من الدور الكبير والهام الذي يؤديه المعلم في تنفيذ العملية التعليمية، فقد حظيت قضية إعداد المعلم وتدريبه بالاهتمام الواسع من قبل المعنيين في التربية على مر العصور، ولذلك فإن إصلاح التربية يرتبط ارتباطاً مباشرة بجودة المعلم وقدرته على مراعاة أي جديد يطرأ على العملية التعليمية.
مشكلة البحث:
اهتمت جمهورية مصر العربية اهتمامًا كبيرًا لتطوير الخدمات الوقائية والتأهيلية لذوي الاحتياجات الخاصة، وقد شهدت السنوات الأخيرة في هذا الخصوص اهتمامات عدة أبرزها إنشاء العديد من المدارس والمعاهد المنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية، وإعداد البرامج التأهيلية في تلك المدارس والمعاهد مما صاحب ذلك اهتمام باستخدام طرق التدريس المناسبة التي تتلاءم مع احتياجاتهم، وإيجاد بيئة تعلم فاعلة تعتمد على الأدوات والاستراتيجيات والأساليب والوسائل القائمة على التقنيات الحديثة، وتطوير أداء المعلمين.
ويرى الصيدلاني (2021، 16) أنه رغم الجهود الجبارة التي تبذلها الدول العربية في تطوير العملية التعليمية بشكل عام وذوي الاحتياجات الخاصة بشكل خاص؛ إلا أن معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة يعانون من تدني وقصور في الكفايات والمهارات المهنية؛ وهذ يتفق مع نتيجة دراسة كل من يوسف ومحمود (2013) إلى تدني المستوى المعرفي لمعلمي ذوي الاحتياجات الخاصة بجمهورية مصر العربية وتدني توظيفهم للمستحدثات التكنولوجية في تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة. ونتائج دراسة القرعاوي (2020) التي أشارت إلى أن معلمي ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم ضعف في مستوى المهارات والكفايات التي يجب عليهم امتلاكها.