إن مرحلة المراهقة هي مرحلة انتقال الإنسان من الطفولة إلى الرشد، ويحدث في هذه المرحلة مجموعة من التغيرات الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية والحركية وغيرها من الجوانب الأخرى، وهي تعتبر مرحلة صعبة في حياة الإنسان حيث يسودها الإحباط والاكتئاب والصداع والتوتر النفسي الشديد، كما يسود هذه المرحلة الأزمات النفسية وصعوبة التوافق بين المراهقين والمحيطين بهم .
و تعتبر مرحلة المراهقة من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته، وهي مرحلة متجددة ومستمرة، وفي هذه المرحلة يحاول المراهقين بناء شخصياتهم المستقلة مما تجعلها مرحلة صعبة من حيث علاقتهم مع الأسرة، أي أن المراهقين يعتقدون أن الوالدين ليس لديهم القدرة على فهمهم، وأن الأبناء يريدون التحرر من سلطة الأبوين الالن، ولكن على الوالدين أن يعرفوا جيدا.
(تيسير محمد الصقر، 2016، 44)
إن العصر الذي نعيش فيه يكتظ بكثير من ملذات الحياة، فهو عصر رغد العيش بلا نزاع، وإذا قلنا إنه قد توفرت لنا في هذه الحضارة التي نحياها من وسائل السعادة والراحة ما لم يتوفر لأحد من قبلنا على مر التاريخ فلا مبالغة في ذلك، وعلى الرغم من كل هذه النعم والمكتسبات ينتاب المرء كثيرا من علامات التعجب والدهشة لما يرى من الاضطراب الانفعالية والسلوكية التي تصيب مجموعات غير قليلة من الناس، ويتجلى ذلك في العزوف عن الجماعة، والعيش في عوالم افتراضية لعلها تعوض ما يشعر به هؤلاء من الوحدة النفسية (Turkle, 2015, 157).
ويعرف كمال الدسوقي (1988، 171) الاضطراب السلوكي بأنه عبارة عن عدم الـسواء غير المرتبط بأعراض عضوية معينة، ولكنه له أثر على التوافـق العـام والاجتماعي، وتتسم بكونها أولية، وتتمثل في العـادات السلبية واضطرابات الجناح وسوء السلوك مثل الشجار والكذب والـسرقة، حيث من الممكن أن تظهر كسمـات عصابية معينة، مثل اختلالات الوجه وتقلصـات العادة مثـل النـشاط الزائـد والمخاوف أو كمشاكل دراسية وتربوية.
يرى (Ross (1974, 14 بأنها اضطراب سيكولوجي يتضح عندما يـسلك الفـرد سـلوكاً منحرفاً بصورة واضحة عن السلوك السائد في المجتمع الذي ينتمي إليه، بحيث يتكـرر هـذا السلوك باستمرار ويمكن ملاحظته والحكم عليه من قبل الراشدين الأسويـاء من بيئـة الفـرد نفسه
أما شارلز شيفر، وهوارد ميلمان (1989، 401) فيشيران إلى أنها مجموعة متنوعة من السلوكيات الغيـر مقبولة اجتماعياً، وتضع الطفل في حالة صراع مع ذاته والمجتمع، وتنجم بدورها عن أساليب التنشئة الاجتماعية الخاطئة والاعتماد على الغير .
يعرف الانسحاب الاجتماعي بأنه نمط من السلوك يتميز بإبعاد الفرد نفسه عن القيام بمهمات الحياة العادية، ويرافق ذلك إحباط وتوتر وخيبة أمل، كما يتضمن الانسحاب الاجتماعي الابتعاد عن مجرى الحياة الاجتماعية العادية، ويصحب ذلك عدم