مقدمة
الحمد لله القائل في كتابه العزيز ( عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ )العلق : ٥ ، والصلاة والسلام على رسول الله القائل في حديثه الشريف : " سلُوا اللهَ علمًا نافعًا، وتَعَوَّذُوا باللهِ منْ علمٍ لا ينفعُ " رواه ابن ماجة ، وغيره من الأحاديث النبوية التي تحث على طلب وأهمية العلم ، فالتعليم هو حجر الأساس في تقدم ونهضة الدولة فيضع الأفراد أقدامهم على أولى خطوات التطور والتقدم مع بداية مراحل الحياة الأساسية، وتتمثل أهمية التعليم في العديد من النقاط والتي من أهمها: أنه يزيد ثقافة أفراد المجتمع في الموروث الثقافي والتاريخي، التخلص من الفقر والجهل، تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي في المجتمع.
والجدير بالذكر أنه في معظم الثقافات البدائية، غالبًا ما يكون هناك تقبّل للتعليم الرسمي، ومع ازدياد تعقيدات المجتمع تصبح كمية المعرفة الّتي يجب نقلها من جيل إلى جيل آخر أكبر، الأمر الّذي يستوجب تطوير الوسائل الّتي تنقل هذه المعلومات، مع الحرص على انتقائها وفلترتها جيدًا كي تصل المعلومات النافعة والثقافة إلى الأفراد، والنتيجة هي وجود المدراس الّتي بدورها تقوم بمهمة التعليم الرسمي والمتخصص (britannica, 2019, 7-26)
وتعتبر الإدارة المدرسية أصغر تشكيل إداري في النظام التعليمي، ومن أهـم التشـكيلات فيه؛ لأنها تتولى تنفيذ السياسة التعليمية بأهدافها ومراميها، ولأنها الوجه المباشر للنظام التعليمي أمام المجتمع. كما تشكل الإدارة الناجحة إحدى الركائز المهمة لأي مؤسسـة مـن المؤسسـات التعليمية لبلوغ الكفاية التي تمكنها من استغلال مواردها البشرية والمادية والعلمية فـي مختلـف مجالات حياتها، أو بعضها على الأقل، ومن ثم تشغيلها وتوجيهها في ضوء ما حدد من أهـداف بحيث يتحقق لها في النهاية وبصفة مستمرة مردود عن كل ما تم إنفاقه، وما بذل فيه من جهـد، الأمر الذي يشكل في النهاية نقلة نوعية لهذه المؤسسة (اليونسكو، 1996).
ولقد بدأت الإدارة المدرسية تفرض نفسها على علوم التربية، وتتخذ لنفسها صفوفًا واضحة بينها، شأنها في ذلك شأن علوم التربية الأخرى، وتعتبر ميدانًا من ميادين الدراسات الحديثة وليدة القرن العشرين لذلك هي وسيلة مهمة لتنظيم الجهود الجماعية في المدرسة من أجل تنمية التلميذ تنمية شاملة متكاملة ومتوازنة وفقا لقدراته واستعداداته وظروف البيئة التي يعيش فيها، كما يحتاجها المعلم لتيسير أموره وأمور أسرته، كما تحتاجها المدرسة لتيسير أمورها التعليمية، وقد أصبح حسن الإدارة وكفاءتها من الخصائص المهمة التي تمتاز بها المدرسة الحديثة عن المدرسة التقليدية (عبد الحميد، 1991، 19)
والإدارة المدرسية هي جميع الجهود والأنشطة والعمليات من تخطيط وتنظيم ومتابعة وتوجيه ورقابة التي يقوم بها المدير مع العاملين من أساتذة وإداريين بغرض بناء وإعداد التلميذ من جميع النواحي (عقليا، أخلاقيا، اجتماعيا، وجدانيا، وجسميا).
بقدر الأهمية الكبيرة للمدرسة فإن الطريقة التي تدار بها أساليب العمل المتبعة فيها تمثل العمود الفقري لنجاحها في أداء رسالتها على أكمل وجه. وتأتي أهمية الإدارة المدرسية من أن كل عملية تربوية صغرى لا تصل إلى غايتها إلا عن طريق الإدارة المدرسية.