يعتمد تقدم الأمم وحضارتها على مدى اهتمامها ورعايتها بتربية الأجيال من جميع الفئات، وخاصة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن بين تلك الفئات التي تتطلب اهتمامًا خاصًا الأطفال الذاتويين. وتعد الذاتوية من أصعب الاضطرابات السلوكية، لما له من انعكاس سلبي على معظم جوانب الأداء والشخصية، وتعرَّف الذاتوية بأنه اضطراب نمائي عالمي يظهر قبل سن الثالثة ويؤثر سلبًا على العديد من المجالات منها؛ التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، وظهور سلوكيات وحركات نمطية، والانشغال بأشياء واهتمامات غير عادية، بالإضافة إلى تأثيرها على الجوانب المعرفية والأكاديمية بدرجات متفاوتة (APA, 2002: 159). ولكن قبل أن نعلم أطفالنا القراءة والكتابة والحساب، يجب علينا أولاً أن نعلمهم المهارات والمفاهيم لإعدادهم لتعليم ما نريد من القراءة والكتابة، وهي ما تسمى بالمهارات ما قبل الأكاديمية، وتشمل المهارات الفكرية المعرفية، وهو المحور الرئيسي لعمليات النمو، وممارسة الدور الفعلي، وخصوصاً المهارات التواصلية، ويتم التزود بالمعرفة وتنمية المهارات ما قبل الأكاديمية وفقا لمستوى الجهاز العصبي، وحقيقة أن الذاتويين هم فئة تصنيف مستقلة لها خصائصها الخاصة التي تميزها عن الاضطرابات الأخرى، فقد ظهر العديد من المراكز والمتخصصين الذين عملوا على إعداد البرامج والأساليب التي تساعد الأطفال الذاتويين على تطوير جوانب الضعف في أدائهم، ولعل من أهم المجالات التي يجب الانتباه إليها هي مهارات التواصل بشكل عام والمهارات ما قبل الأكاديمية بشكل خاص والمتمثلة في التمييز البصري والتآزر البصري الحركي والتعرف علي الألوان والذاكرة البصرية ومهارات الانتباه والتركيز والتعبيرات العاطفية والإيماءات الجسدية لما لها من تأثير سلبي على جوانب أخرى من الأداء  .(Abu-Hamour, & Muhaidat, 2013: 39)