يشهد العالم اليوم ثورة رقمية متلاحقة، ومتسارعة أثرت على شتى مجالات الحياة، وقادت إلى إلغاء حواجز الزمان والمكان، وأصبحت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات جزءًا مهما لا يستغنى عنها في وظائف، ومهام الحياة اليومية، وفي التواصل مع الآخرين، وفى إنتشار وتطوير وسائل التواصل الاجتماعي والوصول إلى مصادر المعلومات المختلفة. ولقد حدث تطورا كبيرا وانتشارا واسعا فى التقنيات الرقمية والتى لها العديد من الإيجابيات والتى تتمثل فى توفير الوقت والجهد ورفع مستوى الجودة والكفاءة بالاضافة الى أنها أتاحت سبل التواصل السريع بتكلفة منخفضة. وعلى الرغم من تعدد إيجابياتها الا أنها لها أثار سلبية على الفرد والمجتمع. ويُعد مفهوم المواطنة مفهوم قديم لكنه متطور ودينامي ويخضع لمتطلبات العصر، لكنه كمفهوم قانوني وسياسي يبقى مخلصا لمكوناته وأسسه، أما بالنسبة لمفهوم المواطنة الرقمية  ليس متفقا عليه من الناحية الفكرية والنظرية أو من الناحية العملية وعلى صعيد الممارسة. وذلك نظرا لوجود تجاذب فكري حول إيجابياته وسلبياته. بالاضافه الى أن التطور في مجال الإتصالات والمعلومات أدى إلى تحولات في مفهوم المواطنة، كما أن العولمة بآلياتها ووسائلها ساهمت في إضفاء تحولات كمية ونوعية على مفهوم المواطنة بحيث تراجع المفهوم التقليدي للمواطنة الذي يرتبط بمفهوم الدولة القومية وسيادتها. (الكوت،2015،65).