لم يعد التعليم في عصرنا الحاضر مقتصراً على ذوي القدرات العقلية العالية والمتوسطة كما كان الحال في الماضي، وإنما أصبحت الجهود التربوية والتعليمية تستهدف الجميع بغض النظر عن مستوياتهم العقلية وقدراتهم، وعليه فلم يعد النظر إلى الإعاقة العقلية على أنها كم بشرى يجب إهماله، وإنما أصبح ينظر إلى الإعاقة على أنها ظاهرة طبيعية تتطلب التعامل معها بإيجابية كبيرة، وأنهم أفراد يستحقون امتلاك القدرة على التكيف مع مطالب الحياة واشتقاق طريقهم فيها في الحدود التي تسمح بها قدراتهم وطاقتهم. ويعد التواصل من أهم خصائص الإنسان فهو يشمل قدرة الفرد على التعبير عن نفسه، والاستجابة والتفاعل مع الاخرين، والقدرة على الفهم والتعبير عن الأفكار أو الخبرات أو المعرفة أو المشاعر (إيهاب الببلاوي، ١٠،٢٠١٢). وإذا كان التواصل مهماً لكافة البشر بشكل عام فهو ذو أهمية بالغة للمعاقين عقليا بشكل خاص، لأن المعاق عقلياً يحتاج في كثير من الأحيان إلى الاستعانة بالآخرين في كثير من شئونه، ومن المؤكد أن الإعاقة العقلية تؤثر على جودة التواصل، وقد أكد ذلك العديد من الدراسات، ومنها دراسة إيمان الصادق(2003)،  ودراسة خالد رمضان (2008)، ودراسة أحلام خاطر(2010) حيث توصلت نتائج تلك الدراسات إلى أن المعاقين عقلياً يعانون من حذف الحروف وإبدالها، وعدم وضوح مخارج الألفاظ، ويميلون لاستخدام التعبير اللفظي بجزء من جمله للتعبير عن احتياجاتهم مما يعرضهم للإحباط المتكرر فيتجنبون الآخرين لأنهم لا يستطيعون التواصل مع الأقران والأسرة مما يؤدي إلى العزلة الاجتماعية.